بقلم: إياد مصطفى
صحيح أن قرار الحريري كان مفاجئاً للكثير من أبناء جلدته، وحلفائه المفترضين في لبنان.. إلا أن القرار جاء في لحظة تاريخية لا يعتريها الشك، بل شكلت عين الصواب للتبرء من القادم المجهول الذي ينتظر لبنان الوطن والشعب..
خاصة وأن الحريري لا يمكنه أن يظل مظلة لعصابة مارقة في لبنان، أوصلت كل الطوائف والفئات والشرائح الاجتماعية إلى حافة الهاوية.. أو ما يزيد.
بمعنى أكثر وضوحاً، ليس مطلوباً من سعد الحريري ومحازبيه، أن يكونوا دريئة سهلة المنال لعصابة صائلة مارقة، تمارس كل الموبقات بظل شعارات طائفية ممضة قذرة.. بموازاة ذلك ليس مطلوباً منه، البقاء رهينة باسم شركاء الوطن، الذين باتوا يشكلون قوة احتلال طائفية تعمل بالوكالة على الأرض اللبنانية.
وهنا حتى يكون الكلام واضحاً، فالقوى اللبنانية التي تتشدق باسم الديموقراطية التوافقية، هي قوى طائفية عميلة بكليتها، خاصة وأنها تدين بولائها للخارج على حساب لبنان الوطن والضحية.. فالولاء لإيران أو لدمشق أو للفاتيكان أو لفرنسا وغيرها من دول الغرب، وحتى للرياض ودول الخليج.. هي الخيانة للبنان السيد المستقل.. دون ذلك هراء وكذب ورخص، يوازي الدياثة وخيانة الأوطان.
فالحريري ليس بوارد أن يكون شاهداً على الخراب القادم، وأن القوى التي أوصلت لبنان إلى الدرك الأسفل، هي وحدها من يتحمل النتائج.. خاصة وأنه ليس مظلة مجوفة فارغة وتافهة باسم السنة على حساب الشيعة، وليس مظلة للشيعة على حساب الموارنه وبقية المسيحيين والدروز وغيرهم.
كما أنه ليس فزاعة للعرب وغيرهم في لبنان وبالمقدمة منهم الدول الخليجية وغيرها، وهو ليس حارساً لما ستؤول له الأمور، قريباً في لبنان، والتي ستغيّره رأساً على عقب، وستلحق به الويل والثبور وعزائم الأمور..
لحظتها من حق الحريري أن بقف على منصة أو كومة من تراب، ليلق خطابه، وبالمفم الملآن “يداك أوكتا وفوك نفخ”، بل من حقه أن يرفع صوته عالياً ليقول، “لا رأي لمن لايطاع”.
ما اتخذه الحريري بكل تأكيد صب في جادة الصواب، فهو لن يتحمل خراب لبنان، بل عمل أن لا يحمّل محازبيه، خراب روما بعد أن دمرها شمشوم ليس الجبار وحسب، بل والكذاب.. فالتوضع الأمور بنصابها وليتحمل كافة الفرقاء، الذين أوصلوا لبنان إلى ما وصل إليه، من بؤس لم يكن ليتوقعه أحد من الشعب اللبناني.