كشف أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبي، تفاصيل هجوم الولايات المتحدة على خيمة القذافي في باب العز بالعاصمة الليبية عام 1986.
وقال قذاف الدم في بيان، اليوم الخميس، بمناسبة ذكرى “عدوان الحلف الأطلسي 1986″، كان الرئيس الراحل، معمر القذافي هدفا طوال سنوات الثورة الليبية.
استهداف باب العز
وأضاف إنه في “عام 1986 وتحديداً في بداية شهر أبريل كنت قد عدت للقوات المسلحة بعد سنوات في العمل السياسي، والعلاقات الدولية، وعينت في مدينة طبرق الآبيه التي أعتبرها أقرب المدن الليبيه إلى قلبي”.
وتابع: “استيقظت صباح يوم 1986/4/4 على مكالمة من صديق في روما يطلب لقاء عاجلا لأمر هام،، ولأنني كنت مرتبط بالتزامات فأوفدت أحد المساعدين ليسافر في اليوم نفسه لروما، وتسلم الملف وإذا به خطة العمليات الكاملة من مكتب نورث”.. وقال إنه “وفي نفس الليلة اجتمعت هيئة العمليات (الليبية) وتم الإعداد للمواجهة وتولى الشهيد أبوبكر يونس المتابعه”.
ولفت قذاف الدم إلى أن “الأهداف كانت مقر القيادة ومنزل القذافي والأمن الخارجي ومطار طرابلس ومعسكر الضفادع (سيدي بلال) وقاعدة بنينه بنغازي ومعسكرات للقوات المسلحة” .
وأوضح أن “المعلومات بدأت ترد تباعاً من خلال الأجهزة، وتم تصوير الطائرات في قاعدة بريطانية، والرصد والتصنت على حاملات الطائرات وتحركاتها وتوالت المعلومات من الدول الصديقة سأذكرها يوماً للتاريخ، ورفضت فرنسا بقيادة الرئيس ميتران وشيراك الذي كان رئيساً للوزراء السماح للطائرات الأمريكية بالعبور.. مما غير في توقيت الهجوم”.
“القائد رفض المغادرة”
وقال إنه “في الثانية عشر ليلاً تواصلت مع آمر الحرس الخاص في تلك الليلة العقيد إمحمد الوليدي، وأكدت عليه، أكد لي أن الأمور على أعلى درجات الإستعداد”.
وأضاف: “تواجهنا مشكلة أن القائد رفض المغادرة ” وبالرغم من تأكيدات الدفاع الجوي بأن كافة الأنظمة قد تكون تكون معطلة وسنعتمد على وسائل بديله والدفاع السلبي والانتشار” .
وكشف قذاف الدم إنه بحلول الساعة الثانية ليلاً، دخلت مئة وسبعون طائرة أجواء غرب ليبيا وشرقها، توجهت منها 32 طائرة إلى مقر القيادة وخيمة القذافي ومنزله”.
وأضاف:
“وسقطت عشرات الصواريخ وشاء الله أن الكثير منها لم ينفجر ووجدنا في الصباح أنه كتب عليها اسم القذافي .. بشكل يعكس حقداً وروح إنتقام”.
ولفت إلى أنه “في تلك الليلة استشهد عشرات المقاتلين وأُصيب مقر هيئة أمن الجماهيرية ومباني مجاورة وتم قصف مطار طرابلس وتدمير بعض الطائرات ثم قصف معسر البحرية سيدي بلال واستشهد فيه أبطال الضفادع البشرية كما طال القصف أحياء مدنية واستشهد تحت أنقاضها الأطفال والنساء”.
وتابع: “وفي بنغازي كان هناك قصف لقاعدة بنينا وتدمير بعض الطائرات التي وضعت خصيصاً من طائرات متهالكه لتكون هدفاً وتساقطت القنابل على بعض أحياء بنغازي وإستُشهد وجرح العشرات”.
وقال: “وبدأت القوات الجوية طوال السواحل الليبية تجهز لتنطلق منها غارات فجر اليوم التالي على أهداف أخرى.. في البحر المتوسط وعند الرابعة صباحًا وجه حلف أطلسي إنذارًا بأن أي اعتداء على أهداف تقع في نطاقه تعني إعلان حالة حرب مع حلف الأطلسي .. فصدرت الأوامر بإيقاف التصعيد”.
خروج القذافي
وأضاف: “ودخلنا مرحلة أخرى .. وخرج القذافي من تحت ركام بيته يتأبط أبنائه ليُعلن أنه ولو صبوا قنابلهم الذرية فوق رؤوسنا سوف لن يثنونا عن حقنا بالحياة وذهب ليزور الجرحى ويطمئن الليبيين بأن الحياة وقفة عز”.
يشار إلى أنه القصف الأمريكي لليبيا بدأ في مثل هذا اليوم، في 15 أبريل 1986 في عملية سميت عملية الدورادو عبر عمليات جوية مشتركة بين القوات الجوية والبحرية وقوات المارينز الأمريكية.
وجاءت العملية بعد مناوشات استمرت لعدة سنوات بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا، بسبب المطالب الإقليمية الليبية بشأن خليج سرت. المصدر: وكالة سبوتنيك