بقلم: عبد الكريم محمد
حاولت كثير من النظم الشيطانية القهرية باسم القومية واليسارية والوطنية والعشائرية والبطريركية “الأبوية”، شيطنة الإخوان المسلمين على الدوام، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً على الدوام، رغم ما لحق بالجماعة وقياداتها من مذابح يندى لها تاريخ البشرية..
اليوم تقود مشروع الشيطنة بعض من الدول العميلة الفاشلة والقمعية في آن، والتي تقوم في حكمها على قيم العائلة والعشيرة.. لكنها بكل تأكيد، ستنتهي لذات الفشل لا محالة.. خاصة وأن برامج الإخوان المسلمين الاجتماعية، كانت أكثر حضارية من برامج هذه الأنظمة العميلة، التي ترى بالعمل الاجتماعي امتهاناً للرعية لا أكثر..
ولعل الأمثلة أكثر من أن تحصى، بداية بشيخ الماخور في مصر المسمى بالملك فاروق، مروراً برائد القومية العربية المسمى بقائد الأمة عبد الناصر، والأمة منه براء، خاصة وأن العرب لا يقيمون عقائدهم على مفاهيم القومية العنصرية.. مروراً بالممالك والمشيخات الخليجية والنظم الطائفية المتخلفة، التي تقبع خارج صيرورة التطور الفكري والاجتماعي.
بل تقيم عقائدها المطلقة على القناعة الإيمانية المطلقة “كلكم لآدم وآدم من تراب”.. ليجب على هذه القيمة بما تحمله من عظمة لفهم وحدة الخلق، الإمام علي بن ابي طالب — ‘الناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق’.
أخطر من ذلك هم يستجلبون اليمين المسيحي المتخلف والعنصري، القائم على مفهوم الأغيار والصنو الصهيوني القذر، ليمارسون لعبة الاستقواء.. على الفئات الاسلامية المدنية، إنطلاقاً من دمغها بالإرهاب وما إلى غير ذلك من هذه التهم الدهرية القبيحة..
متناسين الإرهابي الحقيقي، الذي يحتل أراضي الغير بالقوة ويمارس آلاف المذابح ضد هذه الشعوب الأمنة.. وللتذكير فقط، أن أميركاً بنت قوتها على جماجم الهنود الحمر، والقوة العضلية للأفارقة التي جلبتهم رغماً عنهم لتقيم على حساب قهرهم، حضارتها للا اخلاقية..
وقس على ذلك الحروب التي عاثت بالمجتمعات الأوروبية قتلاً وتنكيلاً، وما تزال آثارها حاضرة في الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن أفضت الحرب بيوغسلافيا السابقة لقتل مئات الآلاف من المسلمين بالبوسنة والهرسك..
بل متناسين الحروب التي استمرت على مدى ثلاثة قرون ونيف في أوروبا، بين البروتستانت والكاثوليك، وما تزال تخبئ النار تحت الرماد.. خاصة لجهة المشكلة الإيرلندية-البريطانية.. ناهيك عن المشكلات العرقية بين اللاتين والجيرمان والسلاف والفايكنك.. والأمور حدث ولا حرج.
خلاصة القول، ليس من حق الجلاد ديمومة استمراره في خلق ذراع لذبح الضحية، خاصة وأن الضحية بدأت تستعيد أنفاسها لتهض من القبور الداثرة، لتعود مرة أخرى ترسم تاريخاً أخلاقياً، يقوم على احترام البشرية والمساواة بين الأعراق وحرية الاختيار..
لم يعد مكاناً للتكاذب، فكل الخبث المختبئ خلف كومة من قش، جاءت عليه الرياح لتفضح سره المستور بعد أن عرته الأحداث الدامية.