سياسة

روسيا مقبلة على أيام عصيبة

بقلم: عبد الكريم محمد
بكل تأكيد أن روسيا الظاهرة الصوتية بدأت تتلاشى، ليحل محلها الواقع المؤلم الذي يحمل معه الحقائق المرة.. التي بدورها تشي بأن قوة التدمير الغاشمة قد نفذت، وأن الإمدادات اللوجستية المتداعية، أصبحت سيدة الموقف الروسي على الأرض الأوكرانية.

هذا الكلام ليس انتصاراً للمتحاربين، أو تحزباً لطرف على حساب الطرف الآخر، بقدر ما هي باتت حقائقاً دامغة، أصبح يعيشها الجيش الروسي واقعاً.. أي أن الآمال بدأت تتبخر رويداً رويداً، عند الروس خاصة لجهة إمكانية حصار العاصمة كييف، التي تتحلى بجغرافيا لايمكن للروس قدرة أو جلد على تجاوزها.

بل ليس غريباً أو سراً قد يذاع ليكون سبقاً إعلامياً، أن توقيت إرسال شحنات الصواريخ الأميركية المضادة للمدرعات والطائرات، التي وصلت خلال الساعات الماضية إلى القوات الأوكرانية “عبر قنوات سرية”.

خضعت للتوقيت والبرمجة المستندة إلى تقدير الموقف الميداني على الأرض، بالاستناد إلى معلومات استخبارية دقيقة، خاصة تلك التي تضخ من أجهزة استخبارات بوتين..

قد يبدو هذا الكلام، يحمل شيئاً من المبالغة أو التندر، لكن الحقيقة الدامغة تقول:” أن روسيا على بعد حوالي 10 أيام من نفاد الأشخاص والذخيرة في آن معاً.

وأن زيادة حجم المساعدات العسكرية الأميركية بخاصة والغربية بعامة، قد نجح في تفعيل قدرات “المقاومة الأوكرانية”، الأمر الذي سيحوّل معارك روسيا إلى ما ستصفه وكالات الأنباء قاطبة بـ”الجحيم”، والتي ستكبد الجيش الروسي خسائراً بشرية كبيرة.. قد يراها البعض المتابع والمهتم، أنها الفاجعة عينها أو ما يزيد.

المهم بالأمر،أن مدينة كييف ضخمة ومداخلها وتضاريسها معقدة للغاية، ويفصلها أحد أكبر الأنهار في أوروبا”، لا أحد يعتقد بأن الروس لديهم بالفعل القدرة أو حتى الأرقام اللازمة لتطويقها، ناهيك عن الاستيلاء عليها”.

فالأطلسي ومن لف لفه، انطلاقاً من واقع الحال الروسي لجهة العوز الذي يعاني منه إن كان ذلك، يتمثل في النقص بالذخيرة، أوبسبب سوء التخطيط”.. بأنهم باتوا مقتنعون أن الوقت قد “حان الآن لتعقيد الأمور عليهم وإبلاغهم بأن أميركا والناتو باقيان على المدى الطويل، وأنه لا مكان للهزيمة أيا تكن الأمور.

ولعل المساعدات الكبيرة والنوعية، التي أعلن عنها البيت الأبيض المقدمة لأوكرانيا، والتي تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار.. تأتي بالتزامن مع المرحلة الثانية في الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية..

في حقيقة الأمر هذا ما كان يتحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، محذراً من أن هذه الخطوات الغربية ستؤدي إلى زيادة التصعيد.. لكن الولايات المتحدة تقول، إذا هبت رياحك فالتقطها، وها هي الولايات المتحدة تلتقطها باسم الأطلسي، الذي كان قاب قوسين ليأفل نجمه، بعد المحاولات الجادة من قبل بعض الدول الأوروبية، التخلص منه لتعيد لنفسها مجدها الأوروبي الضائع.