أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أنه لا ينبغي أن يؤثر إعلان زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، تعليق عمله بالحياة السياسية وعدم الترشح في الانتخابات النيابية المقبلة في البلاد، على موعد تنظيم تلك الانتخابات المقررة منتصف مايو/أيار المقبل.
وذكرت الخارجية الفرنسية، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن “قرار الحريري ترك الحياة السياسية يعود له وتؤكد باريس على احترامها لهذا القرار”، مضيفة: “قرار الحريري ترك الحياة السياسية في لبنان يجب ألا يؤثر على تنظيم الانتخابات التشريعية في موعدها منتصف مايو المقبل”.
وشددت فرنسا على أن “الأولوية في لبنان يجب أن تتمثل بإجراء الإصلاحات اللازمة للخروج من الأزمة”.
هذا وأعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، أمس الاثنين، تعليقه العمل السياسي في المرحلة الحالية، مبررا ذلك بأنه لا مجال لأي فرصة في لبنان.
وفي بيان نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أعلن الحريري خطوتين سيقوم بهما: “أولا تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار”.
وبرر الحريري إعلانه قائلا: “من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة”.
ثم تحدث الحريري عن مشروع والده وكيفية وراثته قائلا: “بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقع الخيار علي لمواصلة مشروعه السياسي، لمواصلة مشروع رفيق الحريري، وليس لكي تبقى عائلة الحريري في السياسة، بغض النظر عن المشروع والمبادئ والظروف”.
وتابع: “مشروع رفيق الحريري يمكن اختصاره بفكرتين: أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة أفضل للبنانيين”، مؤكدا: “نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية”.
وتحدث الحريري عن تسويات فرضت عليه بسبب رغبته في منع الحرب الأهلية قائلا: “لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها”.
ولفت رئيس الوزراء اللبناني السابق إلى أن حرصه على منع الحرب الأهلية في لبنان جعله يفقد ثروته الشخصية، وقال: “هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الأخوة”.
وقال الحريري: “قد أكون قادرًا على تحمل كل هذا، لكن ما لا يمكنني تحمله هو أن يكون عدد من اللبنانيين الذين لا أرى من موجب لبقائي في السياسة سوى لخدمتهم، باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولا لبلدنا وشعبنا”.