بقلم: عبد الكريم محمد
بعيداً عن المبالغة، أن أجمل ما يسمعه المرء العاقل، ما قالته طالبات المدارس الثانوية اللائي تجمعن للاحتجاج في شوارع جنوب شرقي طهران، وهتفن “نساء، حياة، حرية”، و”الموت للديكتاتور”.
هؤلاء المرضى الذين يجدون بأنفسهم على أنهم البوابة للدخول إلى الجنة، وفي حال غيابهم أو الوقوف بوجوههم أو حتى إدارة الظهر لهم صمتاً، سيغلق هذا الطريق المقدس نحو جنان الخلد، وكل من عمل على إغلاقة أو إعاقة السير نحوه، يقع في دائرة الكفر والمروق.. باعتبارهم حراس الحقيقة وسنن الله في خلقه.
وأن الحاجة الإيمانية، تستوجب استحضار القوانين الربانية، وما تجيزه من قصاص عادل لكل من يحلم بلحظة حرية.. بل يقع على عاتق المرشد المجتبى”ظل الله على أرضه”، ومن يتبعه من زبانية ومأجورين، في إباحة دماء هؤلاء الكفار والمأجورين، الخارجين عن الطاعة والمنادين بمفارقة الجماعة.
لقد وصلت الشعوب حقيقة لحالة من القرف، بالتوازي مع تلك الشعارات والمفاهيم المقززة، التي تصم الآذان وتؤذي المشاعر قبل الأنفس.. وعلى هؤلاء أن يدركوا جيداً، أن البشر جميعاً سيحاسبون فرادى، وأن ولي الأمر كذبة جوالة، يمتهنها تجار الدم في لحظة فارقة وغفلة من الزمن، لحكم القطيع باسم القوانين الإلهية، لا أكثر..