بقلم: عبير شهابي
اليوم غير البارحة، فكل شيء على ما يبدو أصبح رمادياً، بعد أن بدأت تتضح كذبة الديموقراطية على حساب العدالة الاجتماعية.. لدرجة وصلت معها الدوائر الحاكمة في الغرب إلى حالة من الخوف، لما قد يخبئه المستقبل القريب المحمل بكل أنواع المشاكل والأزمات المنظورة والمستترة في آن معاً، بعد تجاهل أراء الناخبين لتصب جميعها في التكتيكات المحمومة، عند القوى المسيطرة وسلطة رأسمال والبنوك.ولعل الأصوات باتت تتعالى عند الكثير من الخبراء، والتي تنادي بضرورة عدم إعطاء الأولوية للديمقراطية على حساب الاقتصاد، أي أن الأهم يكمن في تلبية الحاجات الأساسية بما يتوافق مع الأوضاع الاجتماعية- الاقتصادي لكافة الطبقات والفئات بلا استثناء، ليصار بعد ذلك إلى تصحيح المسار نحو الديموقراطية، وليس العكس.
اليوم يقول الديموقراطيون نحن ديمقراطيون مخلصون ، لكننا لسنا سعداء.. ويعتقدون بأنهم ماضين إلى أيام سيئة، والسبب يعود بأنهم لم يستمعوا إلى مطالب الناخبين..
بعض هؤلاء يقول بكل وضوح، “عندما يخبرك الناخبون مراراً وتكراراً أنهم يهتمون كثيراً بالاقتصاد، استمع إليهم! توقفوا عن الحديث عن تعرض الديمقراطية للخطر! الديمقراطية على المحك لأن الناس يتنافسون كثيراً حول معنى الانتخابات. أخبرنا الناخبون بما يريدون سماعه. لا أعتقد أن الديمقراطيين قد نفذوا هذه الدورة “.
لعل الشيء بالشيء يذكر، ففي استطلاع لشبكة سي إن إن تم إجراؤه في الفترة من 26 إلى 31 أكتوبر، في الولايات المتحدة، قال الاقتصاد كلمته الفصل، حيث أجاب إلى حد بعيد على أهم قضية في تصويتهم لعام 2022.. فقد جاءت نتائج الاستطلاع، أن 51 في المائة من الناخبين المحتملين يعتبرون “الاقتصاد والتضخم” المفتاح قبل انتخابات التجديد النصفي في أمريكا، مقارنة بـ 9 بالمائة فقط ممن يعتقدون أن “حقوق التصويت ونزاهة الانتخابات” هي الأكثر أهمية.
المهم الخبز هو مطلب الشعوب وتلبية حاجاتها هو الأهم، قبل أي شيء آخر، ودون ذلك تبقى الأشياء الأخرى ملحقات على ما يعتبره الناس ضرورة قصوى في حياتهم.