سياسة

العرب خرجوا من ذمة الله.. وروسيا لن تقو على البقاء

بقلم: إياد مصطفى

حقيقة أن النظام العربي برمته، بعيداً عن التعداد والانحياز والتسميات، خرج من ذمة الله والتوكل بعده على أمريكا القوية الظالمة، “سيف الله على الأرض”، ليواجه مع روسيا المفترضة بأنها البديل، وقائع مستجدة لم تتحدد معالمها بعد.

أي أن أمريكا انحازت لخياراتها على حساب علاقاتها، وبدى استمرار وجودها في الشرق الأوسط غير ذي جدوى.. لتحمل روسيا المجوفة مسؤوليات جسام، لم تكن بواردها.. فالعالم وخاصة الشرق الأوسط بلا استثناء، يواجه مشكلات ومصاعب على كافة المستويات، بداية من شبكات الآمان وانتهاءاً بالثقة المفقودة، بين جميع المكونات والشعوب والدول.

روسيا في بداية الأمر، أبدت ارتياحها لذلك الأمر، باعتبارها المنتصر القوي المقتدر، على القيام في ملء الفراغ في تلك المنطقة، بل إنها الوريث الشرعي والوحيد، لحلف الناتو وشراشيبه المتهالكة، لتفاجئ بعد ذلك بما لم يكن بالحسبان..

خاصة وأن حساب الحقل جاء مغايراً لحساب البيد، وأن الربح السريع التي جائت به الرياح، كرشوة، سرعان ما ذهب أدراج الرياح مع العواصف، التي لم يشتد صريرها بعد..

أمريكا اليوم بعد أن خرجت من دولة حرب الحاجة، تخرج تباعاً من دولة بناء النموذج، لتجد نفسها روسيا ومن معها، أنهم يرسمون سياسة وهمية على الورق، وعبر الأثير من شاشات

الفضائيات عالماً جديداً..

متناسين أن من يبني عالماً جديداً، هو القادر على أن يكون قوة للجذب وليس للنبذ، فالشعب الروسي والتركي والإيراني والعربي، كل هذه الشعوب تشكل جيوشاً من المهاجرين الكارهين لدولهم، ومعهم الصين وأفريقيا..

 أي أن من سيرث الأرض وما عليها، هو قوة نبذ تفتقد إلى حجة إقناع مواطنها بالبقاء في وطنه، لأنها عاجزة وتفتقد إلى القدرة في تقديم يد العون له.. فكيف يمكنها أن تقنع العالم الآخر بإمكانياتها، الذي يلمّ أجيالها المتعاقبة من على شواطئ البحار والمحيطات، ليرمم بهم شيخوخته؟!!