بقلم: عبد الكريم محمد
صحيح أن النظام السوري أكثر نظام مدلل على هذه الأرض، خاصة عند الأمريكان والإسرائيليين والغرب عموماً، لكن الخروج عن الطاعة ولو كان محض الصدفة، غير مقبول إسرائيلياً على الإطلاق.. وأن الغلطة بكفرة أو ما يزيد.
فقد كانت زيارة بشار ولقائه المرشد علي خامنئي، رسالة عابثة غير مدروسة، أو هي محاولة إرضاء للقوى الطائفية التي تعتبر حاضنته في سورية.. إسرائيل من جانبها اعتبرت أن هذه الزيارة، رداً على التسريبات الأمريكية – الإسرائيلية، التي تجد ضالتها، أقصد أمريكا، بتسخين ساحة الصراع مع الروس في سورية، والتي ستعتمد اليد الإسرائيلية باعتبارها الطولى المؤهلة لبدء العملية.
هذه الرسالة أو لي الذراع لبشار الأسد، حملت تحذيراً ساخناً لتكون درساً له، بعدم التطاول مرة أخرى، أو الخروج عن الخطوط الحمراء المرسومة له، خاصة وأنه كان وما يزال حتى هذه اللحظة، خياراً إسرائيلياً وعربياً، بمباركة فرنسية أمريكية بريطانية، وبحماية روسية إيرانية..
المهم الضربة في مصياف ليس كما يدعي الأغبياء على الدوام، بأنها ضربت مصنعاً إيرانياً، وأن الإيراني في سورية يحاول أن يعيش في بؤر أمنية صغيرة، لأنه لا يأمن أحداً في سورية، ويعتبر أجهزة النظام السوري خاصة الأمنية، بأنها عميلة للخارج وغير مأمونة الجانب مطلقاً..
بل هي وحدها من يقدم التقارير الأمنية لإسرائيل والغرب، وأن العلاقة مشوبة بالاتهامات والشكوك الأمنية، القائمة على عدم الثقة، منذ ثمانينات القرن الماضي حتى يومنا هذا.. هذه القضية ليست من بناة العقل أو ناتجة عن الحب ممارسة الرياضة العقلية، الهادفة لصنع السيناريوهات، بل هذا الواقع المعاش.
المهم، أول الرقص حنجلة كما يقول العرب، وإذا ما حاول بشار القدوم على مثل هذه الألاعيب الصبيانيه، سيكون الأمر له ما بعده، ولا نستبعد بأن فرضية فتح الساحة السورية أمريكياً، لبدء الحرب ضد الوجود الروسي والإيراني ما تزال قائمة، والذي سيأخذ بجريرته الأسد، انطلاقاً من قاعدة الضرورات تبيح المحذورات..
وقد لا أذيع سراً، أني سمعت ما يشبه الوشاية، بأنك أحياناً تحتاج للتخلي عن أحد أفراد عائلتك من الحملان، لتنال صيداً ثميناً لم يكن متاحاً من قبل، فمن يبحث عن صيد الوعول أو الثيران لا يهمه أن يضحي بحمل صغير، فالقطعات من الأغنام الولودة، جاهزة لتلد الآلاف على هذه الشاكلة.