بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
إنها لحظات الفاجعة المشفوعة بالهروب الجماعي للروس، خشية أن يطالهم أمر التعبئة العامة الجزئية، حيث اكتظت بهم المنافذ والمعابر الحدودية، والأسلحة الروسية غير الفعالة بمواجهة أسلحة تفوقها تكنولوجيا مما نزع حدة الأنياب الروسية.
بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي قد تتحول لخانقة مع تصاعد الأحداث، مع تصاعد الرأي العام للشعب الروسي الآخذ طرداً، ضد الحرب على وقع الخسائر الفادحة التي منيت بها ولحقتها.
كلها مؤشرات ليست في صالح روسيا وقد تدفعها للقيام بعدة احتمالات:
أولها: الانسحاب من الأراضي الأوكرانية التي احتلها؛ وثانيها: الشروع سريعاً بتوسيع دائرة الحرب، فلن يجدي ذلك الأمر مع الروس نفعاً.. وسيكون بمثابة الهروب للأمام، الذي سيؤدي لعواقب أكثر خطورة على روسيا.
وقد يجر عليها كوارث جديدة، قد تنعكس سلبا حتى على حال الاتحاد الروسي نفسه وتهديده بالتشظي والتفكك، و يكون حال بوتين والقيادة الروسية كحال من طلب الزيادة فوقع في النقصان والخسران.
لذا روسيا على مفترق عدة طرق وسلك أي منها ليس في صالحها، و لكن الطريق الأقل سوءا عليها هو مغادرة أوكرانيا ولملمة جراحها التي لحقت بها نتيجة حربها الغاشمة على أوكرانيا..
بالمقابل ستتراجع قليلا في ترتيب مصاف الدول العظمى، بعد انكشاف عورتها وهشاشتها وتخلف سلاحها تكنولوجيا وفنياً في ميادين القتال.. الأمر الذي خلق مخاوفاً في صفوف الشعب الروسي، لترتفع الأصوات اعتراضاً على محرقة أبنائهم في ميادين القتال في أوكرانيا.. وأنهم يخوضون حرباً خاسرة ومن يراهن عليهم بوتين لتعبئتهم وزجهم في محرقة حربه، لا يرغبون ذلك و يحاولون الفرار و ترك الأراضي الروسية طلباً للنجاة.
و هذا ما لاحظناه في قاعات انتظار المطارات الروسية و محطات القطار العابرة للحدود، حيث يدفع الروسي بحدود ١٠٠٠٠ دولار ليحصل على كرت نجاة عبر شركة الخطوط التركية، و يدفع ألف دولار ليحصل على مقعد في القطار ينتقل من خلاله للأراضي البروسية.
وأن وجهة هروبهم حسب المعلومات المؤكدة من التعبئة وتبعات الحرب تتجه إلى :
تركيا، فلندا، إسرائيل، جورجيا، بيلاروسيا، أرمينيا، أوزبكستان والإمارات.