آراء

السلفية هي ديانة الشرك

بقلم: إياد مصطفى
كل من يدعي أن ثمة من يحلل الحلال ويحرم الحرام من دون الله، بمن فيهم الأنبياء والنذراء والمبشرين فهو مشرك قولاً واحداً..

أكثر من ذلك أن السلفية وضعت سلطة التحيليل والتحريم في ولاة أمورهم الزنادقة، بهذه القضية فهم كاليهود والنصارى الذين نعاهم القرآن لأنهم وضعوا سلطة التحليل والتحريم في أيدي أحبارهم ورهبانهم، فقال تعالى في سورة التوبة: “اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ” (التوبة:31).

وقد جاء عدي بن حاتم إلى النبي -وكان قد دان بالنصرانية قبل الإسلام- فلما سمع النبي هذه الآية، قال: يا رسول الله! إنهم لم يعبدوهم. فقال: “بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم”، وفي رواية أن النبي عليه السلام قال تفسيرا لهذه الآية: “أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه”.

ولا زال النصارى يزعمون أن المسيح أعطى تلامذته -عند صعوده إلى السماء- تفويضا بأن يحللوا ويحرموا كما يشاؤون، كما جاء في إنجيل متى 18:18 “الحق أقول لكم، كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء”.

كما نعى على المشركين الذين حرموا وحللوا بغير إذن من الله. قال تعالى: “قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ” (يونس:59).

وقال سبحانه “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ” (النحل:116).

ومن هذه الآيات البينات، والأحاديث الواضحات عرف فقهاء الإسلام معرفة يقينية أن الله وحده هو صاحب الحق في أن يحل ويحرم، في كتابه أو على لسان رسوله وأن مهمتهم لا تعدوا بيان حكم الله فيما أحل وما حرم “وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ” (الأنعام:119) ، وليست مهمتهم التشريع الديني للناس فيما يجوز لهم وما لا يجوز. وكانوا -مع إمامتهم واجتهادهم- يهربون من الفتيا، ويحيل بعضهم على بعض، خشية أن يقعوا -خطأ- في تحليل حرام أو تحريم حلال.

فللديانة السلفية الدهرية نقول، لا يوجد من هو معصوم على هذه الأرض والعصمة لله وحده دون غيرة، حتى الأنبياء معصومين بقدر ما جائهم من ربهم..

وما أخرجه مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا ” تمرا رديئا” فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. كما ذكره ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه وغيرهم بروايات مختلفة.

والأهم من كل ذلك، “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”. سورة الإسراء (23)

السفلية قولاً وعملاً، هم أهل الشرك ويعيبون على الناس إيمانهم، ويتهمون الناس بالمروق وهم زناة وقتلة واتباع لزناة وقتلة، مارقين ليسوا من الإسلام وأهله بشيء، ومناظرهم القبيحة المقرفة تظهر ذلك..

بل هم خونة الأمانة مجرمون يبيحون الجريمة والفسق والنفاق لولاة أمورهم، ليفعلوا ما يشاؤون حتى الدعارة واللواطة والعدوان على الحرمات وممارسة كل صنوف المحرمات.

اترك تعليقاً