ثقافة

الحماقة.. أن تجد بأشيائك سرمدية الأشياء

بقلم: عبد الكريم محمد

ما أصعب الحماقة، عندما تدفع البعض إلى ارتكابها دون حسابات للنتائج، بل ما أصعبها عندما نوغل فيها، لتوصل إلى إعياء من يداويها.. كل شيء يا صاحبي على وجه الأرض، حتى الصخور الصماء يحمل ضده، فلا يمكنك التخلي عن جلدك.. وتذكر أن الأفاعي عندما تغير جلودها، تكون مدفوعة رغماً عنها بجلد قد نمى تحت الجلد..

بل عليك أن تتذكر، أن اليفاعة تحمل في جوفها الهرم، وأن القوة تتعايش مع ضعفها وقلة حيلتها، وأن الغنى يعيش على تخوم الفقر.. وأن الجمال يحمل ملامح القبح.. وأن القبح يحمل بين ظهرانيه مكمناً جمالياً.. قد يأتي يوماً عابراً ويكتشفه، ليصنع منه آية في الجمال.  

حتى الشيخوخة، عندما تبدو لناظريك قبراً متنقلاً.. تذكر كم يموت من الرضع وحديثي الولادة.. إياك أن تعيش الحمق، حتى لا تعيي من يداويك يوماً.  

بل تذكر إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.. وأن الحماقة تودي بالرفق، لتجعل منك وحيداً بلا رفقاء ولا أحباب.. قد يشاركونك متعة اللحظات.. وطيب المعشر..

لا تكن أحمقاً حتى تبقي لنفسك صديق درب، يشاركك المتعة في استنشاق رائحة الياسمين.