آراء

الحب حاجة المحبين وحسب

بقلم: عبد الكريم محمد

غالباً ما ننطلق من فهمنا للحب على أنه دينٌ برقاب من نحب.. حقيقة لا يوجد بالحب دائن ومقترض إطلاقاً، فالحب حاجة المحب على الدوام، فحبك لأبيك حاجة وحبك لأمك حاجة أيضاً، بل حبك لأهلك ومحيطك حاجة، لأنه – الحب – يعتبر القاعدة الذهبية، التي يبني الفرد على أساسها جل حياته..

أي أن الحب في حقيقة الأمر ليس مكرمة أميرية، بقدر ما هو حاجة غريزية أو ما يزيد، لكل مخلوق على هذه الأرض.. وقد يكون غريباً بعض الشيء، أن الحب مسؤولية تلقي على البشر مسؤوليات جسام، فعندما تحب والديك يكون الحب قد ألقى على عاتقك برهما..

وعندما تحب زوجتك وأبناءك، أيضاً يلقى على عاتقك تقديم كل المتطلبات، التي يمليها هذا الحب، الرعاية والعون والمساعدة والنصح والمشورة.. تماماً كما تحب أهلك وأصدقاءك، يقع عليك المساعدة وصدق المعاملة وطيب المعشر.. كما الابتعاد عن الغلظة والثرثرة، التي لا تقدم لك طائلاً بشيء، سوى موت الحب ليصبح جوفك، قبراً لكل جميل.

حتى عندما ما تصل بحبك للعشق، بما في ذلك العشق الرباني، تلامس في مشاعرك سلوك الأنبياء والمنذرين والمبشرين.. فليس من منّة من محب على مَن يُحب، بل ليس صدقة كالابتسامة والسلام ولا يصب في ذات المنحى إطلاقاً، بقدر ما يصبح واجباً على المحبين.

دون ذلك، لك أن تكون صادقاً مع نفسك، بأنك تفتقد إلى هذه الغريزة، وتعترف أنك تعيش مرضاً لا بد من علاجه.. لكن إياك أن ترى بالكبر أو الشعوذة علاجاً، لأنك حينها ستدخل حيز المحذور، الذي لا يمكن لأحد منا أن يحسد عليه، لو وصل به الأمر على هذا الموصل.