بقلم: إياد مصطفى
بعد أن قطعت المسيرات مئات الأميال باتت الحرب أمراً واقعاً، وأن الحديث عن تسوية باتت خلف ظهور المتحاربين..
حتى أن الحذر الشديد عند الأطراف المتحاربة، لم يمنع وقوع القدر غير المتوقع، والذي كان آخره الوصول إلى غرفة نوم بنيامين نتنياهو والدلوعة سارة..
المهم بالأمر سقطت كل الرهانات وأبواق المشككين لجهة البيع والشراء، خاصة وأن هذه المعركة تتجه لتوسعة ساحة الصراع الدائرة على الأراضي الأوروبية الشرقية، والمغطاة من قبل الناتو والاتحاد الأوروبي للنيل من الرجل المريض، الذي يتمثل بروسيا الاتحادية.
ساعات أو أيام قلائل، ستصبح المحرمات الأمريكية والمستحيلات الإسرائيلية، أهدافاً مشروعة لكل من أعلن الوقوف مع غزة وأهلها..
كل شيء أصبح تحت النار هدفاً ساخناً، رغم الدمار الذي سيلحق بأربعة عواصم عربية، ناهيك عن الدمار النازي المجرم، الذي لحق بغزة مع عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى..
على كل لم تعد حيفا وتل أبيب وحتى القدس الغربية محاطة بحرز الحماية التي لا تقهر، بل لم يعد الوجود الأمريكي، خاصة في سورية والعراق والبحر الأحمر والخليج العربي، مسقفاً بجنود التكنولوجيا التي لم تصل بعد إلى منطقة الشرق الأوسط..
كل ما كان يقال بالأمس عن عصمة التكنولوجيا من الخطأ، أصبح ضرباً من ضروب الماضي، فلا طائرات الهليكوبتر ولا القبة الحديدية والرادارات الحديثة أسقطت المسيرة التي ضربت رمز أمان نتنياهو، ولا قوة الأساطيل الحربية البريطانية والأمريكية، قدرت على حماية التجارة وخطوطها تحت درب التبانة لحظة غياب القمر..
أما صواريخ ثاد تذكرنا بإرم ذات العباد، جاءت مزفوفة للمنطقة، علها تثير الخوف في نفوس من انفتحت شهيتهم على السياسات الغربية المنحطة ورئسها القذر إسرائيل بقيادة النازيين الجدد في فلسطين المحتلة..
جل القضية متعلقة بالوقت المتسارع نحو المعركة الكبرى، التي ستخلق ثقافة أخرى، غير ثقافة الخوف التي أسست لقيم الهزيمة النفسية والجبن اللا إنساني، بعد أن تجاوز المخاوف عند بعض الحكومات..
القادم أعظم والمفاجآت ستعيد القدر ليجلس على أثافيه الثلاثة.. ليعاد شكل التوازن المختل والهوية المفقودة والمشروع الناجز.