آراء

إذا لم تتوقف الحرب.. سينفجر برميل البارود ليغير الخارطة

بقلم: إياد مصطفى
بعيداً عن التحيز أو الانتصار لطرف دون الآخر، اليوم يدخل الشرق الأوسط لحظة مواجهة الحقيقية، التي غيّبت فترة من الزمن، بفعل الشعارات الكاذبة الكبرى تارة، وبفعل قوة النظم القمعية التي كانت بالأمس تخيف الناس، لتقوى على كم الأفواه.

المهم اليوم تغيرت المفاهيم، حيث شكل شلال الدماء الفسطيني تكلفة هذه المتغيرات، لتظهر إسرائيل وأمريكا وغيرها من حكومات أودول أو عصابات المنطقة، مجرد مجاميع خائرة ضعيفة هابطة، تقوم أو تتوحد على تخوم جدر الخوف من القادم لا أكثر.. والذي يسميها المرتزقة واللصوص بتلاقح أو وحدة المصالح..

المهم أن الحاضر مهما غير من شكله ولونه ومصطلحاته السياسية وتعبيراته الثقافية، لا يمكنه أن يتخلص من الماضي القريب والبعيد في آن معاً، وأن المحظور قد وقع لنرى مرة أخرى حالة من التجلي لقوى أكبر وأعمق وأعظم وأقوى مما تظن العصابات المارقة، التي تسمى زوراً بالدول والحكومات..

حتى بعض التوجهات الدينية التي كانت بالأمس تعتبر ملاذاً للكثير من العامة والدهماء، باتت تعتبر مسبة مثل الوهابية القذرة والسلفية وأحذية ولاة الأمور.. من شيخوخ وأئمة وقادة عصابات بأسماء رؤساء وملوك وسلاطين وأمراء، ومواخير علماء السلاطين ومرتزقة وتجار بالسماء، بعيداً عن تجارة الأرض التي سنها الله في خلقه..

بل لم تعد الكذبة تنطلي على أحد حتى شذاذ الآفاق ورواد مواخير الدعارة، باتوا أكثر قبولا من كل دور الافتاء فيما يسمى بالعالم الإسلامي القذر والتافه.. الذي تعود الخيانة والخديعة والتكاذب والنذالة، منذ وفاة رسولنا محمد إلى يومنا الذي نعيش..

بمعزل عن الرمزية، اليوم تشكلت مجموعة تحالفات، كبيرة وواسعة، ستقلب ظهر المجن، وستغير الخارظة الشرقية أوسطية القائمة، بل ستدفع الأمبراطوريات القائمة للرحيل عنوة وبالقوة عن منطقة الشرق الأوسط، وستساهم بظهور قوى جديدة على مسرح الأحداث، لتتغير بعدها شكل وطبيعة العلاقات القائمة على كل المستويات الإقليمية والدولية والقارية أيضاً..

المهم ستتكسر أجنحة القوى التي أدارت كذبة الحرب الباردة، وسيملأ الفراع قوى جديدة قادرة، على فرض شكل من أشكال العدالة غير المكتملة، لكنها ستكون نموذجاً مقبولاً ومثلاً يحتذى من كل شعوب العالم، بعيداً عن الخطابات والإسفاف بالشعارات الأيديولوجية دينية كانت أو قومية أو شيوعية أو ليبرالية..

اترك تعليقاً