آراء اقتصاد

أجمل شيء يدهشك الخبير الاقتصادي!!

بقلم: عبد الكريم محمد

منذ معومة أظفاري وأنا أسمع بالخبير الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي وتوقع وأكد ونوه.. إلى آخر كل هذه المقولات.. كان هاجسي على الدوام أن سعر كيلوا الفول اليابس حتى يسمى نات يافول، بتكلفة 35 وثلاثين قرشاً، يربح 65 قرشاً، وعلى مدار عشرة أيام لبيع الفول النابت، تكون قد جمعت رسم تكاليف الرحلة المدرسية..

ذات يوم سألت صاحب حقل مجاور، يزرع البقدونس، هو لا يعرف يكتب اسمه إلا بالأحرف الهيروغروفية غير المقروءة، كيف تربح لتعيل عائلتك الكبيرة، بداية كانت كلمة، “لك إبني اللي يحط عينو بعين الله عمرو ما بيخسر.. والله الرزاق”.

رغم ما قاله أصريت على الإجابة، قال: “لك ابني والله الشغله كثير بسيطة، أنا باليوم ومعي هالعاملات بجرزلي ألف ضمة بقدونس، كب نصن حقهن بالبحر والباقي ربح”، عندها سقط من عيني الخبير الاقتصادي حتى هذه اللحظة التي أحياها..

وسقط أكثر، بعد أن اندلعت الحرب الروسية – الأوكرانية، وما خلفته من أزمة القمح والشعير وعباد الشمس وزيت عباد الشمس والذرة، وجدت أن كل الدول تتعامل مع القضايا الاقتصادية، تماماً كما يتعامل أبو حدو بائع البقدونس، وأن من يعيش ما بين المنتج والمستهلك، يسمى بالمتعيش هو سمسار لا أكثر..

تباً لهكذا عالم، فاقد للقيم، جرزة البقدونس وربطة البصل الأخضر، وضمة النعناع والكزبرة، تجعل من الانتهازيين أصحاب الياقات، علماء اقتصاد.. لعلنا نتذكر أن الأزمات وحدها كاشفة للعورات..

وقس على ذلك بائعي الكاز والغاز والمازوت، كلهم مجرد عصابات محمية بعصابات مسلحة تسمى دولاً، والسمسار يسمى رئيساً للشركة، وبجانبه الخبير الاقتصادي الذي يتوقع سعر البرميل بين الحين والآخر.

على كل حال، قال لي يوماً أحد الخبراء الاقتصاديين، عندما كنت أدخل سوق الحميدية بدمشق وسوق الصوف وسوق العرائس، كنت أفقد الثقة بنفسي، خاصة أني إدرك لحظتها، أن العرض والطلب هو الخبير ذاته، ونحن شقيعة سماسرة بأسماء وهمية لا أكثر.