أدب

أجراس المحبة.. قبلة للعاشقين

بقلم: عبد الكريم محمد

كانت الأيام وسماً والشمس تغزو العتمة بسهامها الذهبية، لتغيب تخوم الظلمة.. يرتحل القمر بصمت الموتى، إيذناً بليلة مقمرة أخرى قد تعيده بدراً.. عله يصبح قبلة للعاشقين.. أو آية للموحدين..

كان الأمل ملء الجفون، وصغار العصافير قد هلت من البعيد، تحمل موسيقا انبعاث دورة الحياة من جديد.. وللقرنفل زهو الوجود.. وللياسمين عطره المغمس بالندى.. وأنت المتوحد مع الروح طمعاً بالرحمة.. بعدما ثملنا بمحبتك.

كانت أجراس المحبة تهز القلوب قبل المسامع، وترق لها الأنفس قبل العقول، عشقاً لنسيمات قد بدأت تتراقص خجلاً على جنبات كبادتها.. وكأنها لحظة فرح بزفاف غجرية على مشعوذ، قد سرق العقل قبل القلب منها.. ليجعل منها فتاة لأحلامه المتقدة شبقاً..

يومها كان الربيع يصارع صريرالريح وبرودة الشتاء، ليختزل الزمن في تلك اللحظة، عله يرسم صورته بألوانه.. وكأنه يحمل بيده ريشة ربانية، بعدما رحل اليباس وحلت أزاهير الزنابق.. وكأنما العذرية غطت وجه الأرض.. لتعود حواء من رحمها، أو كما الزنابق حضناً دافئاً.. لتعلن انبعاث الخصب في الآفاق.