بقلم: عبد الكريم محمد
ما أن تتصفح كتاباً له علاقة بتاريخ شعب من الشعوب، حتى تصاب بالدهشة من قوائم الأبطال وحجم البطولات.. المعنونة بعناوين مزركشة بأحرف من خيال، مجبولة بكذب من كتبها.
بل أنك تقرأ الكثير من ما ينسجه الخيال المريض، التي تقف خلفه جهة سياسية أو اجتماعية مسيطرة، بمعزل عن الأيدولوجيا والعقيدة، التي يحملها هؤلاء الأبطال المفترضون..
الأدهى من ذلك، تفاجئ بأن قطاع الطرق والقتلة وزناة الليل واللصوص، أول من يوضعوا بسلم قائمة الأبطال الخارقين.. متجاهلين أن هؤلاء المدرجة أسمائهم، لا يستطيعون حمل ثقل الوصف والأمانتة التاريخية.. ولا يمتلكون حتى الهوية، التي قد تصدرهم أبطالاً للبشرية..
الأهم أن الصدفة وعلى مدار تاريخ البشرية المخزي، هي من يصنع هؤلاء الأبطال وحسب، خاصة وأن عظمة بطولاتهم، تقاس بحجم ما ارتكبوه من قتل وتنيكل وسلب واغتصاب بحق الضعفاء والفقراء والمعوزين على هذه الأرض..
لم تطالعنا الكتب عن عادل أو قوي أومفكر عظيم أو فيلسوف، أوقف حرباً ورفع الحيف والظلم عن فقراء الأرض يوماً، بقدر ما تطالعنا بعدد ما قتل ذاك البطل المجرم من الأعداء، بعد أن استسلموا..
هذه البشرية المطعونة بشرفها وكرامتها حتى النخاع، ستبقى تتغني بالمجرمين القتلة، بحثاً عن فتات كما الجرذان، أو عن صيد زواحف أعياها التعب وغضب الطبيعة، ليُسجل هؤلاء الأفاعي في قوائم الشرف المباح على غاربيه، أبطالاً.