عربي

عزمي بشارة: الشعب السوري حرر بلده بنفسه وأمامه فرصة لبناء دولة ديمقراطية

في مقابلة مع تلفزيون سوريا، قدم المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات د.عزمي بشارة قراءة للتحول التاريخي الذي حصل في سوريا بسقوط نظام بشار، مشددا على أن الشعب السوري استطاع تحرير بلده بنفسه، مما يضع مستقبل سوريا بين يديه لأول مرة منذ عقود.

وافتتح بشارة حديثه بالإشارة إلى أن اللحظة التي يعيشها السوريون اليوم هي “لحظة حرية طال انتظارها”، رغم كل المآسي التي عانوها. أكد أن النظام السوري عاش على “عكاكيز خارجية” معتمدا على الدعم الإيراني والروسي، لكنه كان “أجوفا من الداخل”، ولم يكن انتصاره سوى “وهم دعمه حلفاؤه الدوليون”.

وشدد بشارة على أن “تحرير سوريا لم يأتِ من قوى أجنبية”، بل كان إنجازا للشعب السوري وحده. وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب الحكمة والعقلانية، معتبراً أن أي تدخل خارجي في تشكيل مستقبل البلاد سيكون بمثابة إعادة إنتاج للأزمات التي شهدتها دول أخرى كالعراق وليبيا.

وأضاف: “الشعب السوري الآن صاحب القرار في بناء دولته. لا ينقصه الكفاءات، بل يحتاج إلى مؤسسات وطنية قوية تحوّل قدراته إلى طاقة بنّاءة”، داعيًا إلى تشكيل حكومة انتقالية ومجلس عسكري يعيد بناء الجيش دون تفكيكه، مع تغيير القيادات العسكرية المتورطة في جرائم النظام.

بناء دولة المؤسسات… بعيدا عن الانتقام
وأوضح بشارة أن “بناء دولة ديمقراطية في سوريا يتطلب الابتعاد عن منطق الانتقام”، معتبرًا أن التجارب المريرة في دول أخرى أظهرت خطورة تدمير مؤسسات الدولة أو تقسيمها على أسس طائفية. وقال: “الهدم سهل… لكن إعادة بناء الوحدة الوطنية أصعب بكثير”.

أكد بشارة أن “سوريا ستبقى دولة واحدة رغم تعدد القوى التي تسيطر على مناطق جغرافية مختلفة”، مشيرا إلى أن “الانهاء التدريجي لحالة التقسيم يتطلب حلولًا سياسية تضمن حقوق جميع السوريين ضمن دستور وطني جديد”.

وختم المفكر العربي بالقول إن “الشعب السوري يتذكر جيدا من دعمه في محنته، لكنه يرفض أي نفوذ سياسي يمس سيادته”. ودعا الدول المجاورة إلى احترام إرادة الشعب السوري وتجنب السعي إلى إقامة مناطق نفوذ داخل الأراضي السورية.

وعبّر عزمي بشارة عن ثقته في قدرة السوريين على بناء دولة ديمقراطية قوية، شرط أن يتعلموا من التجارب السابقة ويتجنبوا أخطاء الماضي. وقال في ختام حديثه: “سوريا الحرة والديمقراطية ليست حلمًا مستحيلاً… بل مستقبل يقترب مع كل خطوة يخطوها السوريون نحو المصالحة والبناء”.

اترك تعليقاً