حضر نخبة من الصحفيين من عدة دول العرض الأول من الفيلم الوثائقي بعنوان “الخلاص المقدس” من تصوير قناة “تي آر تي وورلد” الرسمية التركية في إسطنبول.
وحضر الفيلم، الذي جرى عرضه في دار الأطلس للسينما، المدير العام لشبكة “تي آر تي” محمد زاهد صوباجي.
وفي الكلمة التي ألقاها صوباجي، قبل العرض، أكد على تضامنهم مع مقاومة الشعب الفلسطيني، الذي تعرض “لكافة أنواع القمع من إسرائيل لعقود من الزمن”.
وقال: “في البداية ظهرت الحركة الصهيونية، ثم أعلن عن وعد بلفور خلف الأبواب المغلقة، في ظل الحرب العالمية الأولى. وبدأ الزمن يسير نحو واحدة من أطول الاحتلالات وأكثرها دموية في التاريخ”.
وسرد مدير عام شبكة “تي آر تي” المأساة الفلسطينية بكل فصولها قائلاً :”النكبة، تلك الكارثة الكبرى التي اضطر فيها ما يقرب من مليون فلسطيني إلى ترك منازلهم. أكثر من 600 قرية فلسطينية تم إخلاءها من سكانها”.
وأضاف:” إسرائيل، التي عربدت بدعم من أسيادها، زادت من عمق هذا الاحتلال يوما بعد يوم. ارتكبت مذابح راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وجرحت عشرات الآلاف منهم، وزجت بنفس العدد في الزنازين لكي يتعفنوا، وأجبرت مئات الآلاف على الهجرة، ودمرت القرى والبلدات، ونهبت المواقع التاريخية والثقافية، وغيرت التركيبة الديموغرافية”.
وأشار إلى أن العالم بات بعد الإبادة الجماعية في غزة على مفترق طريق بعد مقتل أكثر من 40 ألف شخص بريء، بينهم نحو 17 ألف طفل ونحو 11 ألف امرأة، في الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
واستطرد صوباجي بالحديث عن دور تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه القضية الفلسطينية على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة وعلاج المرضى وعلى الصعيد الدبلوماسي من أجل وقف نزيف الدماء وإنهاء الاحتلال.
وقال: “قتلت إسرائيل، 170 صحفيًا في غزة منذ 7 أكتوبر وعلى الرغم من كل المضايقات، يواصل زملاؤنا القيام بواجبهم دون تردد ولو للحظة واحدة، ويضعون حياتهم على المحك. وأستغل هذه المناسبة، لأعرب عن امتناني الكبير لكافة زملائي الذين وثقوا الإبادة الجماعية في غزة وإسماعها لكل العالم”.
وأشار صوباجي، إلى أنّ الفيلم الوثائقي “الخلاص المقدس” سيكون له صدى في كافة أنحاء العالم وسيتيح الفرصة من أجل إعادة النظر في أبعاد الاحتلال.
وتابع: “سيكشف هذا العمل للعالم، واحدة من أكثر الأساليب خبثا وسرية التي تتبعها إسرائيل في احتلال للأراضي الفلسطينية”
وأضاف: “المستوطنات الإسرائيلية، على الأراضي التي تم سلبها من المسلمين، تم إنشاؤها بهدف منع إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. إن المجتمعات الاستيطانية هنا تتبع لمنظمات دينية يمينية متطرفة إرهابية، يتجولون بالبنادق ويهاجمون الفلسطينيين الذين يعملون في الحقول”.
ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على وحشية المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتم تصويره في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وينقل الفيلم الوثائقي للعالم الفظائع التي يرتكبها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذين تعتبرهم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي غير شرعيين، وذلك من خلال عيون الشهود والجناة، مصحوبة بصور ومقابلات.
وتضمن الفيلم الوثائقي مشاهد التقطت من داخل مراكز الشرطة الإسرائيلية حيث يتم تدريب المجموعة المتطرفة التي تدعى “شبيبة التلال”، والتي تصفها وسائل الإعلام الإسرائيلية أحيانا بأنها “داعش” إسرائيل.
بالإضافة إلى مقابلات مع نشطاء وجنود إسرائيليين سابقين وقادة لمستوطنين متطرفين وأعضاء في البرلمان الإسرائيلي.
ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على استراتيجيات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين والسرقة الممنهجة لأراضيهم، وكيفية إنشاء المستوطنات غير القانونية وكيف تم هدم منازل الفلسطينيين.