آراء

كتب الحمادي: من تحت الدلف لتحت المزراب

 بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

باحث وأكاديمي

مما لا شك فيه بأن للمجرم رفعت أنصار و مؤيدين كونه ممن أوائل من أوغل في دماء السوريين في دويلة المزرعة، التي أسسها المجرم الأكبر.. و كان رفعت أداته المنفذة الباطشة المجرمة.

 حيث شكل سرايا الدفاع و جعلها جيشا يوازي الجيش النظامي، بل تفوق عليه و بلغ عدد منتسبيها أكثر من ١٧٥٠٠٠ عدا المظليبن و من على شاكلتهم، و هو الذي كان أحد بل الأكثر إجراما اتجاه شعبنا. فهو من نفذ مجازر حماة و مجزرة سجن تدمر على إثر محاولة اغتيال فاشلة للمجرم حافظ الجحش، و سجله الدموي معروف لغالبية السوريين مما جعله حتى يفكر بالاستيلاء على السلطة أثناء مرض حافظ للدرجة، التي وجه فوهات المدافع و الدبابات نحو دمشق و قواه تسورها.

 وحاول الإنقلاب عليه و ما تبع من مساومات و نهب مخزون المصرف المركزي و ما وصلت يديه من آثار و ذهب و دفع مبلغ مالي خيالي من القذافي ليعيد تفكيره و اختيار منفى له …… ليتنعم بما نهبه كحال العصابة الممسكة بزمام و مقدرات الدويلة المزرعة.

وعاد رفعت الأسد لسورية بعد ملاحقته دوليا و صدور عدة احكام بحقه في فرنسا و مصادره امواله في أسبانيا بعد ان اقام فيهما فترات امتدت من 1985 م ، هناك من يعول عليه من أبناء طائفته بعد فشل الأهبل الذريع و ما جره على سورية من دمار و خراب و قتل و تهجير و كانت حاضنته ممن اكتوى بناره حيث فقدت لا يقل عن ٣٥٠ ألف قتل دفاعا عن كرسيه.

 و السؤال هل تشكل عودة رفعت نقطة الضوء المرتقب لأبناء الطائفة في آخر النفق الذي ادخلهم فيه الأهبل ؟ قد يذهب تفكيرهم لذا المنحى حيث يعتبر بعضهم بان المخلص قد حضر ، و لهم شانهم في ذلك و حساباتهم التي قد تكون بالنسبة إليهم، لعله يخرجهم من دوامة القتل الذي تحل بهم كونهم ناصبوا غالبية الشعب العداء ، و إن لم يكن كلهم فغالبيتهم ساروا على هذا المنوال و جعوا من انفسهم خناجز في ظهر شعبنا ، و من ابنائهم وقودا لحربه الظالمة على شعبنا.

 ولكن الثابت بالنسبة للثورة فان عودته لسورية لن تغير شيئا و لن يتم المراهنة الخاسرة عليه، و هو القاتل المجرم الدموي السفاح الذي خبرناه جيدا و راسه مطلوب كجميع رؤوس المجرمين الذين سفكوا دمنا و هجرونا و قتلونا و اعتقلونا و قصفونا بكل انواع الاسلحة..

هذا السفاح كان و مازال من أوائلهم فلا فرق بين مجزرتي حماة و تدمر عن مجازر الجورة في دير الزور و المعضمية و داريا و البياضة و درعا و خان شيخون و الزبداني و دوما و وبابا عمرو ومجزرة الساعة في حمص…… و غيرها من الجرائم، التي ارتكبها مهوسو القتل و الخراب و الدمار بحق شعبنا و بلدنا..

لن تخمد ثورتنا إلا بتحقيق النصر و الخلاص من جميع افراد العصابة القاتلة المجرمة و إقامة دولة الإنسان و المواطن و الوطن و القانون على أنقاض دويلة المزرعة و العصابة الحاكمة القاتلة .