بقلم: عبير شهابي
اليوم وبعد سنوات من التكاذب حول عصر العولمة، يقف العالم بكليته أمام حقائق كان يجري الالتفاف عليها عبر الشعارات والادعاءات الكاذبة، بأن العولمة حلّت مكان القيم والعقائد لتصبح قبلة البشرية جمعاء.. ولعل كل المحاولات الأخيرة بما في ذلك “دافوس 2022، كان فرصة ضائعة على العولمة”.دون أن نغفل بطبيعة الحال أن الجميع قد عمل من أجل عالم بلا حدود، لكنه فوجئ أن الحدود الوطنية ما تزال هي مفتاح التنمية الاقتصادية والأمن”، وصاحبة الصدارى دون منازع، خاصة بعد الرسالة الصادمة التي قدمتها الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
اليوم يتضح أن معظم رجال الأعمال والقادة السياسيين في منتدى دافوس “فشلوا في التوفيق بين دعم الأصدقاء ومبدأ التجارة الحرة وغير التمييزية”، بل وأدركوا جيداً أن الهويات الوطنية هي الملاذ الوحيد، تماماً كما الأقدار.
وليس غريباً أو مفاجئاً القول، أن برلين التي كانت ذات يوم شريكاً تجارياً لموسكو، حيث قامت الدولتان معا ببناء خطوط أنابيب “نورد ستريم” لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق بواسطة شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة “غازبروم”.. قد وقعا في شرك العداوة.. وأن روسيا من وجهة النظر الألمانية على أقل تقدير، “لم تعد شريكاً تجارياً موثوقا به”، حيث يؤيد زعماء العالم استخدام العقوبات الاقتصادية لردعها عما تقوم به في أوكرانيا.
ناهيك عن أن الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، يواجه مسألة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وخطر الركود وممارسات تجارية وقائية والعقوبات الاقتصادية والمطالبات المتزايدة للحقوق والإضرابات العمالية، وسط أزمة غلاء المعيشة.
وبالنظر إلى كل تلك التطورات، لا يمكن للمرء أن يكون متفائلاً بشأن ما إذا كان بإمكان مؤتمر دافوس أن ينتج حلولاً واقعية لإخفاقات العولمة.. بل لنا أن نقول وداعاً للكذبة المزعومة التي كانت بالأمس تسمى بالعولمة.