آراء

كل ما يقال مفتعلاً

بقلم: عبد الكريم محمد

لا تخلو شاشة اخبارية ولا وسيلة إعلام، إلا وتطالعك بالأزمة الاقتصادية وارتفاع نسب التضخم وتراجع الاقتصادات العالمية.. وكأن الأيام شارفت على لحظة القيامة.. أو أن الحرب التووية تنتظر اللحظة الفارقة لتملآ الأرض موتاً..

كل ما يقال عن الأزمات كانت وما تزال هي ذاتها، وأن حسابات الربح والخسارة أو أرقام التضخم المزعومة لجهة الانفراجة، هي مجرد أكاذب تمارس كسياسية ممنهجة لإبقاء العالم رهينة الشركات الكبرى، وإدامة حكمها لهذه الشعوب المغفلة التي تحولت قوارضاً لا أكثر..

خاصة وأنه لا توجد بقعة على هذه الأرض، إلا ويمتلك سكانها الكفاية من الخيرات على الديمومة.. فالغاز والنفط والزراعات والمياه الجوفية، وحتى الفلزات والمعادن النفيسة تملآ الأرض.. لكن الفارق بالمسألة، هي الحكومات المستأجرة لهذه الشعوب، التي تعمل ليلاً ونهاراً في خدمة مصالح هذه الشركات.

ولو أخذنا عينة واحدة لآضعف دولة اقتصادياً على وجه الأرض، لوجدنا أن هذه الدولة تمتلك كماً هائلاً من الخيرات، بل قد نفاجئ بتعدد المناخات الاقتصادية وحجم الثروات الباطنية وغير الباطنية التي تمتلكها، ليبق قرار الخارج وحده، الذي يتحكم بمصير شعبها وعدد اللصوص المتحكمين بخيراتها لا أكثر.

وأن أرقام التضخم وحجم الأزمات ،رهن حجم أرباح الشركات من عدمها، وليس للعالم شأناً في هذه القضية على الإطلاق، خاصة إذا ما علمنا نحن العرب والأفارقة، أنه ممنوع علينا جميعاً استثمار ثرواتنا، بما في ذلك زراعة الحبوب بكل أنواعها، التي تحقق لنا الأمن الغذائي، لنتحول فيما بعد لمصدرين للغذاء، ولسنا رهينة للقمح والذرة الروسي والأوكراني وغيره..

أي أن المطلوب حقاً من هذه الشعوب، أن تفرض سيادتها على أرضها، لتعيد دورة الحياة بعيداً عن حكم وتحكم الشركات الممثلة لدول بعينها، وأن تعمل على الاستفادة من ثرواتها الباطنية حتى لا تبقى رهينة لهذه السياسات الاستعمارية القذرة.