بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
في ضوء تصريحات ملك الأردن حول إنشاء ناتو عربي لمواجهة إيران، ما هي إمكانية تطبيق هذه الفكرة وفي حال تشكيله، كيف سيتعامل مع بشار الأسد والشأن السوري بشكل عام وما هي خيارات الأسد بمواجهته؟
ما طرحه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، سنكون من أوائل الداعمين لتشكيل ناتو خاص بالشرق الأوسط، و بأنه يتم العمل على تشكيل جبهة مع عدة مجموعات عربية لحماية المنطقة نتيجة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الأردن ودول المنطقة، بموازاة الفشل الذريع لإتفاقية معاهدة الدفاع العربي المشترك و منظومة الأمن القومي العربي المشتركة وما يتعلق بها في إطار جامعة الدول العربية، وخصوصا بأن بعض أطرافها أصبح سببا في خلخلة الأمن القومي العربي و الدفاع العربي المشترك، ومنهم النظام الطائفي المتحكم في سورية وميليشيا الحوثي في اليمن وميليشيا حزب الله اللبناني، التي أصبحت مهيمنة على الحياة العامة اللبنانية و لها أذرعها العسكرية التي تنتشر في المنطقة ( لبنان ، سورية ، اليمن العراق و الكويت و البحرين و حتى السعودية وغيرها ).
هذه الميليشيا و غيرها من الميليشيات التي تدار من طهران لتتغلغل في جسد الدول العربية ساعية لتحقيق هدف ما يسمى ولاية الفقيه و إقامة دولته الإمبراطورية على حساب دول المنطقة ، فإذا ما تحقق هذا الهدف بصراحة مطلقة لن نجد الدول العربية القائمة حاليا ، أو سنجد للأسف بقايا دول و آثار باقية تبكي ماض لم تحسن استثماره .
وبالعودة لتصريحات الملك عبد الله نقول : للأسف الأردن في دائرة النار المحاط بها من كل جانب والمستهدف في كيانه ووجوده بحرب لا تقل خطورة عن الأعمال العسكرية المباشرة، فمنذ سيطر النظام الطائفي القاتل المجرم على الجنوب وبدأ التغلغل الإيراني والميليشيات التابعه له فيه بدأ الأردن يعاني استهدافه المباشر من قبل إيران والنظام والميليشيات التابعة لهما.. والتي تعتمد اعتمادا مباشرا في تمويلها على تصنيع و تجارة المخدرات وترويجها ، كما ذكرت صحيفة ديرشبيغل الألمانيا و غيرها من الوسائل الإعلامية، بأن من يقف وراء هذه التجارة المحظورة مسؤولين كبار من النظام السوري والميليشيات الإيرانية بمن فيهم حزب الله اللبناني حيث تقف وراء تهريب المخدرات و السلاح، مما يهدد الأمن الوطني للأردن بما فيه أمنه الاجتماعي، وذلك كونه سوقا لترويج المخدرات و السلاح و التي أبدع و يبدع من يقوم بذلك في وسائل النقل و التهريب ، للدرجة التي أعلن فيها الأردن لتغيير قواعد الاشتباك على حدوده الشمالية، اي مع سورية.
وهنا نقول للملك عبدالله بأن أمن الأردن من أمن الجنوب السوري ، و الجنوب السوري مستهدف بتغيير بنيته السكانية و بالتشييع، وعندما وصلت الميليشيا الإيرانية لحدود الأردن بدأت خطواتها العملية باستهدافه بداية بالمخدرات ثم بالسلاح ثم بخلق الأتباع و الآزلام فيه ثم بعمل المزارات الدينية الخاصة بهم ( و تعرفون ما عرض عليكم بخصوصا ) و ذلك لتثبيت التواجد الإيراني و ترسيخه لخطوة متقدمة نتمنى أن لا تحدث.
وما ينطبق على الأردن ينطبق على بقية الدول العربية المحيطة، بما فيها كل دول الخليج العربي والسعودية، وليس خافيا على أحد بأن من اهداف ولاية الفقيه السيطرة على مكة، الكلام يطول في هذا المجال، لذا سأختصر بقولي :
نتمنى لجهود تأسيس ناتو عربي النجاح على أن يبدأ بتجفيف والخلاص من قواعد النفوذ الإيراني في المنطقة وأولهم النظام الطائفي القاتل المجرم والعصابة الحاكمة في دمشق والحوثي والعصابات الإيرانية في لبنان و العراق، و إلا سيبقى التهديدات الخطيرة قائمة و تتمدد لتهز المنطقة ببحر من الحرائق و الخراب و الدماء و الدمار.
أما ما قاله الملك عبدالله عن تصاعد وجود داعش في سورية ننفيه و نقول بأن ما يجري في الساحة السورية من تصاعد استهداف النظام الطائفي القاتل المجرم وداعميه ما هي إلا أعمال ثورية، يقوم بها أحرار وثوار سورية في مرحلة ثورية جديدة باستراتيجية و تكتيك جديدين يقوم على حرب العصابات او الأشباح، لإستنزاف العدو و داعميه و صولا لسحقه و هزيمته، و هذه الحرب الشعبية بدأت في ٢٠٢٠/٨/٥ م مع انطلاق المقاومة الثورية السورية و جيش التحرير الشعبي.
الناتو الشرق أوسطي سينجح إذا ما توفرت الإرادة لدى أطرافه للنجاح وإذا ما حددت أهدافه بدقة ، وأتمنى أن لا يكون مصيره كمصير إتفاقيات الدفاع العربي المشتركة.