بقلم: عبد الكريم محمد
سادت عند العامة والدهماء الكثير من المقولات، خاصة التي ارتضت بالأمر الواقع المعاش، بأن يطلق على أبناء الشعب الواحد، بانهم شعوباً، كما ارتضى لهم الاستعمار، ليصبح الأمر ثقافة أو حتى ليتحول هوية وطنية..
الشام هي ذاك الطائر الحر رأسه فلسطين وذيله العراق وجناحيه لبنان والأردن، وبقية الجسد ما يسميه الناس سورية.. نحن بكل وضوح أبناء الشام ولسنا أبناء سورية وفلسطين والعراق ولبنان والأردن..
بل نحن حجر الرحى للخليج أرض الحجاز، ولا يشرفنا أن ننقسم إلى إمارات وممالك في تلك الديار.. لنلتقي مع أهلنا في النيل وشمال أفريقيا، في المغرب العربي..
لا يوجد لنا قضايا موزعة، على الخرائط الوهمية المرسومة على الورق، كما أرادها الخارج مطلقاً، فكل ما يصيب الجسد العربي من حمى في أطرافه المترامية، هو وجع للجسد كافة.. وكل ما يداهمنا من خطر بهذا الوطن، ينال منا جميعاً.
هذا الوطن هو ملك أبنائه، ليس من حق أحد أن يصنف أبناء الوطن الواحد ليطلق عليه التصنيفات، أياً تكن دينية أو قبلية أو سلطوية أو جهوية، لسنا في أرضنا غرباء، وعلى الشعب العربي أن يدافع عن ثغور الوطن بكليته، وكل من يعبث بالثوابت، سيقال عنه عميلاً ضد الأمة ومستقبل أبنائها في بناء غدهم الواعد..
فنحن العرب، سنقاتل كل من يحاول النيل من هويتنا، وأية فئة أو نظام سيحاول قوننة الأشياء بمفاهيم ضيقة قذرة، لن يسمح له، فالعرب من المحيط إلى الخليج ليسواً أوطاناً وشعوباً وغرباء، بل أمة واحدة لا انفصام بينها..
المتغيرات القادمة، ستحمل الكثير من هؤلاء الباحثين عن المجد، في الحظائر العربية المسماة دولاً، على التراجع عن مثل هذه المقولات رغماً عن أنوفهم، بل سيفاجئون من هول العواصف القادمة..