بقلم: إياد مصطفى
لقد فجعت حقاً لم أكد أصدق ما قرأت.. بأنه لا يجوز أن نسمي من يقتل بأرض المعركة من غير المسلمين بالشهيد لأن للشهادة شأن عظيم.. أنه أمر خطير ينم عن ضيق أفق وقلة معرفة حتى بالنص القرآني..
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ولو شاء ربك ، يا محمد ، لجعل الناس كلها جماعة واحدة على ملة واحدة ، ودين واحد، كما:- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) ، يقول: لجعلهم مسلمين كلهم.
وقوله: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) ، يقول تعالى ذكره: ولا يزال النَّاس مختلفين ، (إلا من رحم ربك).
المهم فقد اختلف جميع أهل التأويل في ” الاختلاف ” الذي وصف الله الناس أنهم لا يزالون به.
فقال بعضهم: هو الاختلاف في الأديان ، فتأويل ذلك على مذهب هؤلاء : ولا يزال الناس مختلفين على أديان شتى ، من بين يهوديّ ونصرانيّ، ومجوسي، ونحو ذلك.
وقال قائلو هذه المقالة: استثنى الله من ذلك من رحمهم، وهم أهل الإيمان.. والله وحده صاحب الحكم والأمر والتدبير، وليس أنت أو أنا.
أما الذي لا يجوز الخلاف به يادكتور زهار، أن تعطي صكوك غفرانك للبشر، وأنت تعلم أو لا تعلم لا ندري!.. ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الخلق كلهم عيال الله ، وأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله “.. ونحن يا سيادة الدكتور نُعتبر عائلات صغيرة كما الخلايات، لنجتمع بالجسد الواحد الذي يسمى العائلة الفلسطينية.. لو كانت شيرين أبو عاقله، أياً يكن دينها، عميلة للاحتلال، لا سماح الله، يحق لك أن تتجرأ على ما قلته، لكن وهي التي تدافع عن الثغور، قد تكون عند الله أحسن مني ومنك أيضاً.
وهل من حقك أن تشق على قلوب الناس؟! ألم تقرأ قسم النبي محمد، صلوات الله عليه عندما قال:” فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
وما الذي يدريك بأنك ستكون من أهل الجنة؟! ونحن جميعاً يا دكتور بكل خطوة نخطوها نطلب الرحمة والمغفرة والصفح من الله لعلنا نكون من أهل الجنة..
دعك من سفاسف الأمور واترك الخلق للخالق، وتذكر أننا نبعث يوم القيامة فرادى، والحمد لله الذي سن بخلقه هذه السنة الإلهية، حتى لا يدخل أحداً الجنة أو النار بجريرة الآخر.. والحمد لله الذي خلقنا جميعاً من نفس واحدة؛ وقول تعالى مخبراً للناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهما آدم و حواء وجعلهم شعوباً وهي أعم من القبائل، وبعدها مراتب أُخر، كالفصائل والعشائر والأفخاذ وغير ذلك، فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية، إلى آدم وحواء عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالسلوك الحسن والتقرب زلفى إلى الله، وأعطى خلقه حرية الاختيار، بعد النهي عن الغيبة، واحتقار بعض الناس بعضاً، منبهاً على تساويهم في البشرية: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} أي ليحصل التعارف بينهم كل يرجع إلى قبيلته، وقال مجاهد { لتعارفوا} كما يقال فلان ابن فلان من قبيلة كذا وكذا..
بل عليك أن تتذكر أن ابن عم السيدة خديجة رضوان الله عليها ورقة بن نوفل المسيحي هو الذي زف لها بشرى نبوة المصطفى محمد “أن جاءه الناموس”.. أخيراً عليك أن تتوقف عند قول الله -تعالى-: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)..
هدئ من روعك يا صديقي فليس من حق أحد على هذه الأرض، أن يعطي لأحد شهادة بحسن السلوك، ودعك من الترهات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.. فكل من مات دون عرضة أو ماله بل ودافع عن أرضه، التي تعتبر رأسماله، فهو شهيد.