بقلم: عبد الكريم محمد
بقليل من الروية وكثير من التأمل، عندما كنا نسمع بالناتو نتصور ثمة مارداً يمتد لهيبه من الأرض ليعانق عنان السماء.. هذه الفكرة فطرتنا عليها أنظمتنا العميلة، التي جاءت بتوافق المؤامرة الكبرى في يالطا، والتي رسم خرائطها المقبوران سايكس وبيكو..
اليوم بعد الطلاق البائن والنهائي، يظهر لنا عهر العالم وادعائه، يظهر لنا عارياً لحظة سقوط ورقة التوت، التي كانت تغطي عوراتهم وشيء من جبننا نحن.. بأن البشرية تقوم على كذبة واهنة ضعيفة، ليصار إلى تصديقها، بعد أن ترسخ الوهم ليصبح ثقافة، تمارس وسائل الإعلام من خلالها رياضة التلاعب بالعقول.
ما يجري في تلك البلاد التي أصبحنا جزءاً من مواطنيها، يثير الكثير من الاستغراب ويزيد حالة الاحتقار لما كتب في صفحات التاريخ بأننا خير أمة أخرجت للناس.. أو أننا لم نكن نحن من قيل عنهم خير أمة، لنكون بطبيعة الحال أخرا أمة عرفتها البشرية على مدار آلاف بل مئات الآلاف من السنين.
خاصة بعد أن اكتشفنا أن الناتو حارات تشبه حارة أبو عواد، جيوش من العجائز والمعاقين والمخمورين والمثليين، جيوش من البلهاء والسماسرة وبائعات الهوا في الهواء الطلق، لنكون ضحية لمتآمرين على مستقبل أجيالنا، من أقليات مدسوسة وعائلات طارئة بلا أصول، تخضعنا لمشيئة هؤلاء، لنصبح خدماً وبلادنا عرضة للسرقة والنهب..
اليوم بعد أن دق بوتين المتعجرف النرجسي، أو الباحث عن عودة التاريخ السلافي الامبراطوري العظيم لا نعرف بعد، أدركنا أن الناتو الذي ارتعدت منه فراسخنا وارتجفت منه قلوبنا خوفاً، مجرد كذبة، أو إذا شئت قل كومة من قش، تهددنا بما انتجته عقول أبنائنا المهاجرين منذ وقت مبكر، طلياً للرزق وخوفاً من مكيدة أبناء الحرام، التي سميت ببلاد العرب وحكوماتها أوطاناً، زوراً وبهتاناً.
المهم بتنا نعرف ونعي بكل حواسنا، أن العالم يقوم على كذبة ووهم، اسمه حلف الناتو، وأن قوة هذا الحلف يستمدها من الأنظمة العميلة كالنظم العربية، تماماً كما تستمد هذه النظم العميلة قوتها، من أبناء الحرام وأبناء السفاح والزنى، والذي يقال بأن عددهم يربو على 70%.. لكن من حقنا بالمقابل أن نطالب الـ30% أن يفكروا جيداً، أنهم الأقوى والأقدر على التغيير..