آراء

الشيء بالشيء يذكر.. هل تراجعت شماعة الإرهاب الإسلامي لتتقدم شماعة النازية؟

بقلم: عبد الكريم محمد

بعيد عن محاسن الصدف، الشعوب التي تقبل اطلاق الاتهامات جزافاً من أي طرف على وجه الأرض مهما بلغت قوته، لا تستحق حجم الهواء الذي تتنفسه.. بل لا تستحق تسميتها بالشعوب.. هي بكل تأكيد مجاميع من الرعاع والقوارض والزواحف البليدة لا أكثر.

والأنظمة التي ترضى التآمر مع تلك الأنظمة، بتوجيه الاتهامات لجزء من شعبها بالإرهاب، هي أنظمة عميلة مأجورة لا يجوز إطلاق صفة الوطنية عليها.. تماماً كما الأنظمة العربية العميلة، ويقع على الشعوب مسؤولية محاربة هذه الأنظمة باعتبارها فاقدة للشرعية الوطنية، لأنها تعمل على اشاعة القسمة في المجتمعات..

 وخطورتها على المجتمع تتجاوز خطورة الاحتلال الكولنيالي الإجلائي، لأنها تعمل على تمزيق ووأد العقد الاجتماعي القائم عليه المجتمع.. وتُسخر جزءاً من المجتمع، خاصة عصابات العسكر والأمن في محاربة الجزء الآخر، المتهم زوراً وبهتاناً لا لأجل شيء، سوى لأن هذا الجزء لا يرى بالنظام غير الشرعي وغير المنتخب نظاماً شرعياً.

هذا الواقع تعيشه كل الدول العربية من دون استثناء، حتى النظام اللبناني، الذي يقوم على قيم التوافق الطائفي، أو ما يسمى بالديموقراطية الطائفية، يخرج عن كل القوانين المألوفة، ليبقي كل طائفة شعباً، ويحول البلد من حظيرة واحدة بعينها، إلى مجموعة من الحظائر غير المؤتلفة، إلا على الأعلاف المالئة فقط..

المهم بالأمر، هذا العالم يتشابه والشعوب أقل من أن يطلق عليها صفة الشعوب، فقد دخل العرق السلافي في روسيا وأوكرانيا بذات الطريقة، ليبدأ بالاتهام لجزء أصيل من أبنائه بالنازية.. وكأن الاتهامات الجوالة لن تنتهي، وستبقى سلاحاً تستخدمه الحكومات والشخصيات المارقة ضد شعوبها، بمعزل عن النتائج والآلام التي قد تسببها..

وقس على ذلك كل الحكومات التي تفتقد إلى وجود عقد اجتماعي، بما في ذلك أكبر دولة في العالم، والتي تطلق على نفسها القيادة الدولية، هذه الدولة قبل أيام عينت قاضية ملونه في المحكمة العليا.. ولا تزال تعبش عقدة الأبيض والأسود واللاتيني والانغلوسكسوني والبروتستانتي والكاثوليكي.. والمواطن الأصلي ومشكلة المواطنة لسليل الغزاة.. هذه البلاد تسمى أمريكا.

المهم النظام الذي يفتقد للأدب والقيم ويفتقد للقدرة بالحفاظ على العقد الاجتماعي القائم على الرقع المحمية، يقع على عاتق الشعوب المتحضرة أن تعلمة الأدب، ولو وصل ذلك حد الحرابة..

 وليكن بمعلوم كل من يدعي المعرفة، أن كلمة حضارة وتحضر قامت عبر تاريخ البشرية المخزي، لتصب في مصلحة الأقوياء على حساب الضعفاء والمهزومين.. وأن النذراء والمبشرين ومن لف لفهم، مجرد ظواهر فردية وصوتية في آن معاً، تظهر ومضة لتعود إلى جحورها، كما الخير في مواجهة الشر.