قال رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، إن الصراع في أوكرانيا تسبب في ارتفاع أسعار السلع والطاقة بشكل عام، ما يهدد بأزمات غذائية قد تؤثر على أفريقيا والشرق الأوسط.
وبيّن دراجي خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: “من وجهة نظر اقتصادية، تسبب الصراع بحدوث عدم استقرار في أداء سلاسل التوريد العالمية وتقلب أسعار المواد الخام والطاقة. وانهارت الإمدادات الغذائية الأوكرانية بسبب الحرب وحواجز التصدير التي فرضتها روسيا في موانئ البحر الأسود وبحر آزوف”.
وأكد دراجي أن أوكرانيا هي رابع أكبر مورد أجنبي للغذاء إلى الاتحاد الأوروبي، وتمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من ربع صادرات الحبوب العالمية.
وأشار رئيس وزراء إيطاليا إلى أن مؤشر أسعار المواد الغذائية الأساسية قد وصل في مارس/آذار إلى مستوى تاريخي مرتفع.
وقال دراجي: “هناك خطر جسيم يتمثل في أن يؤدي ارتفاع الأسعار، إلى جانب انخفاض توافر الأسمدة، إلى أزمات غذائية”.
وأضاف مستشهدا بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، أن عدد الجياع في العالم بين عامي 2022 و2026 قد يرتفع بمقدار 13 مليون شخص بسبب الصراع في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي إن “العديد من الدول، خاصة تلك الموجودة في أفريقيا والشرق الأوسط، أكثر عرضة لهذه المخاطر وقد تواجه فترات من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي”.
كما ركز دراجي على ارتفاع تكلفة البنزين والغاز.. وأضاف أن أسعار الغاز لتوليد الكهرباء في أوروبا ارتفعت بنحو خمس مرات عن العام السابق.
وتابع موضحا أن “هذه الزيادة، التي أعقبت ارتفاع الأسعار الذي كان قائما بالفعل قبل بدء الصراع، دفعه التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود”.
ونوه دراجي إلى أنه في منطقة اليورو، ارتفع المؤشر السعري لشهر أبريل/ نيسان بنسبة 7.5% عن العام السابق، وهو ما قد يكون له “تأثير كبير على القوة الشرائية للأسر وإنتاج الشركات”.
واستطرد قائلاً، أن “الاقتصاد الأوروبي في مرحلة تباطؤ: في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، نما الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو بنسبة 0.2% مقارنة بالربع الرابع من عام 2021”.
وفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن اقتصاد الاتحاد الأوروبي هذا العام سينمو بنسبة 2.9%، بينما كان النمو يقدر بنحو 4% قبل بضعة أشهر.