آراء

الشعب الفلسطيني.. يسقط خطابات الزيف والمتاجرة

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
آلمت و عرت كثيراً حملة التبرعات الفلسطينية محور القتل و الخراب و الإجرام، و كشفت زيفهم و عرت حقيقتهم و نسفت دعاويهم و ما ينطلقون به فكريا و دعائيا، لينصبوا من أنفسهم كمحور مقاوم ممانع متصدي يسلكون طريق القدس على جثثنا و دمار بلداننا و تحطيمها ، فجاءت فلسطين لتقول شعبيا بفصيح العبارات و أجلى سلوكيات و تصرفات كفاكم متاجرة بنا و بقضيتنا و مستقبلنا لتبرروا إجرامكم و قتلكم بحق إخوتنا السوريين.

نحن كشعب فلسطيني رازح تحت الإحتلال الإسرائيلي مع الشعب السوري و مع ثورته الساعية لتحقيق حريته و كرامته، وضد محوركم القاتل المجرم و ضد بشار الأسد و نظامه الذي دمر سورية و قتل شعبها و هجره في بلده و في اصقاع الأرض و أعتقل خيرة رجال و نساء و شباب سورية؛ لا لشيء فقط لأنهم طالبوا بأبسط حقوق الإنسان و هو حقهم التمتع بالحرية و الكرامة كأي شعوب العالم.

نعم نحن ضد بشار الأسد و نظامه، الذي فعل كل هذا الإجرام الغير مسبوق في تاريخ المجتمعات الإنسانية ليضمن استمراره في الحكم و استمرار نظامه، و نحن ضد استخدام قضيتنا و معاناتنا كذريعة لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري فطريق القدس واضحة و جلية لا تمر من خلال تدمير حلب والزبداني والقصير وباباعمرو وإدلب والباب وخان شيخون و لا بقصف المعضمية و داريا و دوما بالكيماوي، ولا في جعل السوريين بحالة خوف و ذعر دائم من براميلكم و قذائفكم المهددة لحياتهم طوال الوقت و هم في بيوتهم ، بل بالعكس من يفعل ذلك هو عدو صريح لفلسطين و شعبها و لجميع الشعوب العربية الداعمة لنا و لقضيتنا .

نعم كل هذا و غيره الكثير الكثير من مفردات السياسة الشعبية قالها الفلسطينيون في حملتهم الشعبية لمؤازرة و دعم و تضميد جراح السوريين.. وفي تبرعهم للنازحين السوريين و دعمهم للثورة السورية ثورة الحرية والكرامة و ضد النظام الطائفي القاتل المجرم و رأسه و محوره الكاذب المخادع، مما جعل فعل و سلوك و تصرفات الفلسطينين ضمن اراضي ٤٨ بحق ثورة متكاملة.. تواكب و ترفد الثورة السورية على واقع تم الترويج له بحرفية الكاذب اللص المخادع المؤدج، ليخطف فلسطين و قضيتها و شعبها لتبرير إقامة و تحقيق مشروع الولي الفقية على أنقاض شعوبنا العربية.

و هو أخطر و أكثر شراسة و دموية و إجراما من المشروع الصهيوني، الذي يدعي معاداته ، و كلاهما لن يحققا أهدافهما إلا بالقضاء على الشعوب العربية و الإسلامية التي ستكون في خضم و دائرة نيرانهما .