مجتمع

يوميات حجه فلسطينيه

بقلم: الأسير جلال الخالد

في نص الطريق لرام الله..
الحجة اللي جنبي بتحكي للشفير لو سمحت.. انا طلعت ناسية هويتي في البيت و أنا رايحة عمحكمة ابني المعتقل في (عوفر) ما رح يدخلوني بدونها.. بتقدر تنزلني هون عشان أرجع؟؟
الشفير: يا حجة صعب عليكي.. اتصلي بحدا من بيتك خليه يبعتلك اياها بالسيارات عرام الله..
الحجة: مهو أنا معيش جوال.. جوالي الصبح مش راضي يشتغل كان فتركتو.. و مش حافظة رقم ولادي..
الشفير بعد ما سألها من وين هيي طلع بعرف شفير من بلدهم بعرفها.. اتصل عليه عشان يخبر أهلها يبعتولها الهوية.. سألها و هو عالخط:
مين أحكيلو انتي يا حجة؟
الحجة: احكيلو أم الشهيد !! بعرفوني كلهم.. (طلع الها ابن شهيد كمان)
سكر الخط عأساس يدبرولها اياها.. ما لحقت تحكي كلمة الله يرضى عليك و للا صارت تبكي
” مهو من عمية القمار يا خالتي.. أنا عمري ما نسيتها .. بس من العجلة و خفت ما يصحللي أشوف ابني مع انهم ما بخلوني أقرب عليه.. بس بلمحو من بعيد.. كل ما أروح أزورو بحكولي فش الو زيارة.. معاقب.. أو بكونو ناقلينو… ف حكيت هالمرة حرام يفوت عالمحكمة و ما يشوفني و لا أشوفه لو شوي من بعيد..”
و هيي بتحكي.. دمعاتها عالسكت بينزلو..
كل اللي في السيارة ساكتين ما حدا عارف شو يقللها غير كلمة الله يفرج عنو.. مع اني سامعة اللي قاعدين وراي كانو قبل يضحكو و يحكو مع بعض.. بس لما صارت هالقصة الكل سكت.. و كأنهم تذكرو اديش هالشعب مذلول و عم بعاني..
رجع الشفير رن تلفونه.. طلعو أهل بيتها وصلولو بدو ابنها اللي في البيت يقللها يما ليش طلعتي انتي اليوم؟؟ مهي بكرى المحاكمة.. أنا كنت نايم لما طلعت..
الحجة: ” اه اه صح هي الخميس مش الأربعا !! راح عن بالي.. من أول ما صحيت عأدان الفجر و أنا بدعيلو فتهيألي انها اليوم نسيت”..
حطت ايدها عوجها و مسحت دمعاتها عالسكت !!
يوميات حجه فلسطينيه