آراء

يقولون ليس العيب بالشعوب.. إذاً العيب بمن يا ترى؟

بقلم: عبد الكريم محمد

ليس من موقع “خالف تعرف”، ولا من موقع الدبلوماسي والمجامل، فالعيب هو نتاج أرث طبيعي في الشعوب، خاصة تلك المتنوعة دينياً وعرقياً وأثنياً.. هذه المجاميع تفتقد إلى شبكة الأمان الاجتماعي فيما بينها، وتميل بغالبيتها إلى الشك وعدم الثقة بالآخر، لدرجة تصل معها إلى عدم القدرة على صياغة عقد إجتماعي يؤسس لقيم المواطنة..

بعدها تجنح للعيش في تجمعات مغلقة، لأنها تكون حكراً على أبناء العرق أو الدين أو المذهب أو القبيلة، لتؤسس لثقافة خاصة تعبر عن وعيها، مع عدم القبول بالآخر جاراً لها، إلا ما ندر.. ويصبح قانون المواطنة وقيم الوطنية وما إلى ذلك من مصطلحات، آخر هموم هذه المجاميع، بلا استثناء.

فما يراه العربي عدواً، قد يراه  الكردي والتركماني والشيشاني والشركسي حليفاً، وما يراه المسلم حليفاً وقريباً على المستوى العقيدي، بالضرورة سيراه المسيحي واليهودي والعلوي والشيعي والدرزي والأزيدي والزيدي والأباظي والأحمدي عدواً لا محالة.. لأنه بالأصل لا يعترف بهذه العقيدة، بل غالبيتهم يرون بها استعماراً جائراً.. يتجاوز في تأثيره وخطورته الاستعمار الكولنيالي والاستيطاني حتى..

ولعلنا نجد أن كل الثورات التي قامت بعد انهيار السلطنة العثمانية، لم تعبر يوماً عن غالبية السكان، وأن غالبية الثورات لفق مؤرخوها تاريخاً كاذباً، فقد سميت بعض عصابات السرقة والنهب، بالثورات وهي أكثر من أن تعد وتحصى.. لدرجة أنك تقرأ عن ثورات وانتصارات، لم تكن موجودة وأنت من عاشها وعاينها واقعاً..

المهم لا يمكننا المضي بكذبة الوطنية والشعب الواحد، فنحن بقايا من شعوب وديانات وأمم، لا يمكنها أن تتوحدة حتى على مفهوم الوطنية، الذي يقدم المصلحة للجميع باعتباره البقرة الحلوب.. وأن من أنشأ هذه الكيانات، كان يدرك أنها ستبقى ضعيفة واهنة، مرتهنة للخارج.

بل أنها بحاجة لنظام الوصاية والحماية.. فقط من يوحدها الدول العسكرتارية الظالمة والمجرمة، التي تقدم لهم الأمن مقابل بقائها، ونهب ثروات البلاد والعباد، دون السماح ببنت كلمة قد تعترض على هذا السلوك.

ليبقى السؤال العيب بمن يا ترى.