قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون إن الجيش يرتكب “جرائم حرب” في قطاع غزة ويحاول إخفاء ذلك عن الجمهور في إسرائيل، مؤكداً أنه يتحمل مسؤولية تصريحاته السابقة بشأن ارتكاب جيش بلاده “جرائم تطهير عرقي” بشمال قطاع غزة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الإذاعة الإسرائيلية العامة التابعة لهيئة البث الرسمية الأحد مع يعلون غداة تصريحات له أكد فيها ارتكاب الجيش تطهير عرقي شمالي قطاع غزة.
وقال يعلون: “أتحمل المسؤولية عما قلته بشان تنفيذ تطهير عرقي شمال غزة”.
والسبت، وفي تصريح غير مسبوق من مسؤول سابق بحجم يعلون، في مقابلة مع قناة “democratv” الإسرائيلية المحلية أعادت هيئة البث الرسمية نشر مقتطفات منها، قال إن بلاده تنفذ “تطهيرا عرقيا” شمالي قطاع غزة، متهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقيادة البلاد إلى “الخراب”.
وأضاف يعلون في مقابلة اليوم: “أنا أتحدث نيابة عن القادة الذين يخدمون في شمال غزة. هناك جرائم حرب ترتكب هناك”.
ومضى بقوله: “جنود الجيش الإسرائيلي يعرضون حياتهم للخطر وسيتعرضون لدعاوى قضائية في المحكمة الجنائية الدولية”.
وتابع: “يجب أن أحذر مما يحدث هناك (في شمال غزة) ويحاولون إخفاءه عنا، حيث يرتكبون جرائم حرب هناك”.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وحول دعوة وزيرة المالية بتسلئيل سموتريتش لتهجير سكان قطاع غزة، قال يعلون: “سموتريتش فخور بفرصة تقليص عدد سكان غزة إلى النصف”.
ومضى متسائلا: ” ماذا تسمي ذلك؟ ليس لديه مشكلة أخلاقية في قتل مليوني غزي. نحن دولة كانت ديمقراطية”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي دعا سموتريتش إلى إعادة احتلال قطاع غزة وخفض عدد الفلسطينيين فيه إلى النصف من خلال تشجيع ما أسماه الهجرة الطوعية.
وقال سموتريتش في كلمة في مؤتمر لمجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية “إن تشجيع الهجرة الطوعية هو احتمال آخذ في الانفتاح، ومن الممكن خلق وضع حيث سيكون في غزة خلال عامين أقل من نصف سكانها الحاليين، مع السيطرة الكاملة من قبل دولة إسرائيل”.
وحول سياسية حكومة اليمين الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو في الضفة الغربية وقطاع غزة قال يعلون: “يتم جرنا الآن للاحتلال، والضم، والتطهير العرقي- انظروا إلى شمال القطاع- والتهجير، والاستيطان اليهودي”.
واتهم يعلون الذي شغل منصب وزير الدفاع بين عامي 2013-2016، خلال المقابلة ذاتها بنيامين نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو “الخراب”.
وخلال المقابلة قاطعت المحاورة يعلون، وسألته: “لقد قلتَ كلمات لم أتوقع أن أسمعها منك، تطهير عرقي في شمالي قطاع غزة أتظن أننا في الطريق إلى ذلك؟”.
ورد يعلون: “ولماذا في الطريق؟ ماذا يحدث هناك؟ لم تعد بيت لاهيا موجودة ولم تعد بيت حانون موجودة، والآن يعملون في جباليا، إنهم (الجيش الإسرائيلي) يطهرون المنطقة من العرب”
ومنذ 6 أكتوبر الماضي، يحاصر الجيش الإسرائيلي جباليا ضمن عملية عسكرية أطلقها بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، وذلك بعيد هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع هي الأعنف منذ مايو/ أيار الماضي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.