
في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات حادة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، برز اسم وزير التجارة اليهودي الأصل هوارد لوتنيك كألمع المدبرين والمستشار الاقتصادي الأكثر تأثيرا.
أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أنه “حتى وإن كان ترامب قد اتخذ القرار النهائي بشأن آلية فرض الرسوم الجمركية بمفرده تقريبا، إلا أنه يحصل على دعم قوي من لوتنيك – رجل الأعمال اليهودي الأمريكي، المعروف حتى وقت قريب بأنه شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة الخدمات المالية العالمية “كانتور فيتزغيرالد”.
وكان لوتنيك من أوائل المعينين في إدارة ترامب، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهر مساعد ترامب البالغ من العمر 63 عاما في كل قناة تلفزيونية تقريبا، يشرح بقول مثير وبطريقة تصويرية قرار ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة: “الجراحة تمت، والمريض في السرير يبدأ في التعافي”.
وفي المقابل اشتكى مسؤولون في البيت الأبيض والإدارة، وكذلك حلفاء ترامب الخارجيون، بشكل متزايد خلال الشهر الماضي من النفوذ الكبير الذي يتمتع به لوتنيك على ترامب في القضايا الاقتصادية.
وقالوا إن ظهوره الدائم على التلفزيون يدل على عدم فهمه حتى لأساسيات آلية عمل الرسوم الجمركية. فيما أعرب حلفاء ترامب عن مخاوفهم من أن لوتنيك يخبره بما يريد سماعه، وليس ما يحتاج إلى سماعه، بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها الاقتصادي.
وأشار أحدهم إلى أن “لوتنيك في كثير من الأحيان كان يطرح فكرة في الغرفة البيضاوية، ثم يخرج إلى الكاميرات ويتحدث عنها كما لو أنها سياسة البيت الأبيض”.
وقال مصدر في البيت الأبيض لصحيفة “بوليتيكو” “إنه يجري اختبارات أداء باستمرار لكي ينال إعجاب ترامب، إنه يحاول أن يكون نسخة مصغرة عن ترامب. لا أعتقد أنه تلقى المذكرة التي تقول إن ترامب فقط هو الذي يمكن أن يكون ترامبا”.
وعندما طُلب منه في مقابلة مع “سي إن إن” أن يشرح سبب فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي مثلا، أجاب لوتنيك برد من قاموس ترامب: “الاتحاد الأوروبي غير مستورد للحوم البقر من أمريكا. إنهم يكرهون لحومنا لأن لحومنا جميلة ولحومهم سيئة”.
لوتنيك، الذي تقدر ثروته بنحو 4 مليارات دولار، ويشغل المنصب الذي ينظر إليه عادة على أنه شخصية خلفية إلى حد كبير، ولد لعائلة يهودية في جيريكو بنيويورك، ويشغل مقعده على طاولة مجلس الوزراء في واحدة من أكثر الإدارات نشاطا ماليا منذ عقود.
بدأت علاقة ترامب بلوتنيك عقب مشاركة الأخير في برنامج الواقع “المتدرب” بعد نجاته من أحداث 11 سبتمبر، واكتسب حظوة كبيرة لدى ترامب بعد أن كان أحد أبرز جامعي التبرعات له في حملتي 2020 و2024، وشغل منصب رئيس فريق انتقال ترامب.
ومع ذلك، يعتقد حلفاء ترامب أن لوتنيك سيكون من أوائل من سيغادرون الإدارة، خاصة بسبب عدم شعبيته في دائرة ترامب، والتي ازدادت بشكل كبير خلال الشهرين بين الانتخابات ودخول البيت الأبيض. ربما أدى هذا النفور إلى إبعاده وتعيينه وزيرا للتجارة بدلا من المنصب الذي كان يريده حقا، وزير الخزانة.
وقد تم تمرير تعيينه من خلال تصويت اللجنة بأغلبية 16 صوتا مقابل 12، قبل أن يتم تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ بأغلبية 51 صوتا مقابل 45 صوتا.
وقال مصدر لـ”بوليتيكو”: “لا يزال ترامب يصغي إلى لوتنيك، لكن الأمر بدأ يبدو كما حدث خلال فترة الانتقال.. وصل الأمر إلى حد تساؤل الناس: لماذا يبدو وكأنه شريكي في السكن؟ كلما التفتُ برأسي أجده هناك”.
المصدر: وكالات