بقلم: أ. حسن فياض
تفتح الزهور والورود، جمال ألوانها، عبيرها الفواح، زهر الزيزفون ورائحته الفخمة ، الضفاف الخضراء، قيامة الطبيعة بكامل زينتها قيافتها وأناقتها ومضة في عتمة الماضي البعيد آيام الدراسة الأعدادية بما يعنيه اكتمال تلك الظواهر ثبوت الرؤيا ببدء الأمتحانات النهائية.
عبور جسر المجنة، المرور على أضرحة الراحلين في الغياب البعيد، الدعاء لهم وتسريح الفاتحة على أرواحهم الطيبة .
وخط سير على درب ترابي ضيق طويل نضجت على جانبية سنابل قمح طويلة الساق.
يفضي الى القناة الأولى ومن بعدها قناة عيد لينتهي بالطريق الرئيسي الذي يمر من أمام بستان المعضماني بعد العبور مباشرة تستقبلك شجرة جوز ضخمة وارفة الظلال، بيت كبير عن أمامه وجوانبه أحواض كثيرة لورود باذخة ساحرة الجمال مختلفة الآلوان وبنهاية البستان شجيرات شبت على المراهقة فحملت كرزاً شهياً لذيذاً.. لن تستطيع مقاومة هذا الجمال الآسر الآخاذ ولا أخفي أننا كنا نبيت نوايا شريرة للظفر بباقة من تلك الورود وتسلق أغصان شجيرات الكرز .
أما فيما يخص النجاح فعندي ما أجزم به.
-من درس في مدرسة مديرها صبحي نمر ابو النعاج وتعلم فيها على آيادي ذياب ذيب، محمود قاسم، خالد فضيل، أمين شمسي، عارف آغا، .جمال الآسمر، عرفان، النجاح حليفة.
كنت لا أنتظر تصحيح الأوراق وظهور النتائج كنت أعرف النتيجة من خلال جدّتي.
بعد أن تفرغ من صلاتها تشمر عن ساعدها الأيمن ممررةً ًأصابع كفها اليسرى عليه من أعلى الكتف وهي تقول :
ياشبر ياشبار زودنا با الأخبار إذا كان حبيبي ينجح بتطول كانت تقيس ثلاثة أشبار من أعلى الكتف حتى نهايات أصابع يدها وفي كل مرة يطول شبرها الثالث الى مابعد أطراف أصابع كفها .
- زميلي الذي رافقني في زيارة التربة وتسريح الفاتحة عند ذلك الضريح حيث ما من شيء يدل على صاحبة سوى بقايا شاهدة عليها كلمتان راضية مرضية.. كررعلي السؤال مرتين من هي راضية مرضية؟
- ظنًا منه أنه اسم متوفية، ضحكت وأجزم أن أموات التربة ضحكوا.. اجبته : سأسأل مدرس التربية الأسلامية جمال الأسمر عن راضية مرضية.
(ارجعي إلى ربك راضية مرضية)
