
تزور وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، للمرة الثانية منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل نحو ثلاثة أشهر.
ومن المقرر أن تلتقي بيربوك بالإدارة السورية وممثلي المجتمع المدني، حيث ستبحث القضايا السياسية والأمنية في ظل التطورات الأخيرة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، ويرافقها في هذه الزيارة النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت.
إعادة افتتاح السفارة بعد أكثر من عقد على إغلاقها
وتعتزم بيربوك إعادة افتتاح سفارة بلادها في العاصمة دمشق، وذلك بعد أكثر من 12 عاماً على إغلاقها في عام 2012 عقب اندلاع الثورة السورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في وزارة الخارجية الألمانية أن فريقاً صغيراً من الدبلوماسيين سيتولى إدارة البعثة الدبلوماسية في دمشق، في حين ستظل الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات ضمن اختصاص السفارة الألمانية في بيروت، نظراً لعدم استقرار الوضع الأمني بالكامل في العاصمة السورية.
“بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا”
ومساء أمس الأربعاء، أكدت الوزيرة الألمانية، خلال زيارتها إلى لبنان، التزام بلادها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مع إمكانية تخفيف العقوبات في ظل شروط محددة.
وفي تصريح لها قبل مغادرتها بيروت، شددت بيربوك على أن “بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا ممكنة”، لكنها ربطت ذلك بضرورة تحقيق ضمانات واضحة للحرية والأمن والفرص لجميع السوريين، من دون تمييز على أساس الجنس أو الانتماء الديني والعرقي.
ويوم الإثنين الماضي، تعهدت ألمانيا بتقديم مساعدة جديدة لسوريا بقيمة 300 مليون يورو، وذلك خلال مؤتمر المانحين في بروكسل، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي لحشد التمويل لدمشق.
الزيارة الثانية بعد سقوط الأسد
تُعد زيارة أنالينا بيربوك إلى سوريا هي الثانية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي. وكانت قد زارت العاصمة دمشق في 3 كانون الثاني برفقة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.
وخلال تلك الزيارة، التقت بيربوك بالرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث وجّه الوزيران الأوروبيان رسالة تفاؤل مشوبة بالحذر، شدّدا فيها على ضرورة اعتدال الإدارة الجديدة واحترام حقوق الأقليات. كما أكدا استعداد أوروبا للانفتاح على التعاون مع القيادة السورية الجديدة في حال التزامها بهذه المبادئ.