سياسة

وداعاً بشار.. دمشق باتت على موعد لتتنفس الصعداء

بقلم: عبد الكريم محمد

بعد طول غياب، لم أعرف عنها شيئاً سوى أنها غادرت العش طليقة.. من ثلاثة أيام وبعض من ساعات يوم رابع، غردت العصفورة، وكأني بها المتصابية، الباحثة عن رفيق درب يوصلها إلى غير الوجهة، التي كانت قد قصدتها..

المهم بالأمر، لم أكن على شوق لسماع ما يمكنها أن تقوله.. لأن الأوراق تحرق على مفارق الدروب يوماً بعد يوم والزمن يغالب الزمن، ليتحول إلى ما يقال عنه الأقدار..

العصفورة نبيهة وذكية وتعرف كيف تدير الحديث، مباشرة انتبهت لعدم إهتمامي برسائلها كثيراً.. وردودي كانت مختصرة رغم معرفتها لحبي بالثرثرة حدّ الثمالة وما يزيد..

مباشرة وبالحرف، على ما يبدو أنك تتخذ موقف منا؟!

بكثير من الدبلوماسية، رغم أنني افتقد لفنونها بالمطلق، كما قيل لي من بعض الدبلوماسيين وهم كثر، في سوق عهر السياسة ومواخير الأنظمة، على اختلاف الجغرافيا والمسميات والمساحات وألوان الأعلام واختلاف اللغات والمشارب..

أجبتها، أبداً لم يكن لي مواقفاً لا من قبل والآن مواقفاً معلبة أو مصنعة مسبقاً.. وأنا انتظر أن تحدثيني بعد غيابك الطويل.. خاصة وكأني بك أنك كنت في الشرق وشرق الشرق..

قالت أعرف ماذا تريد أن اقول لك، نحن قررنا أن لا نتوقف عند طريقة إدائنا القديمة المقززة، كما تقول دائماً، وأن نعيد الثقة بنا بعد أن افتقدناها عند الكثير من الشعوب والأمم.. اليوم دخلنا على متغيرات لا يمكننا تجاهلها، ولسنا جاهزون لتقديم خسائراً أكبر كما ترى..

وستكون خطواتنا في سورية مقدمة لرسم سياساتنا للمرحلة المقبلة، بل سنقدم مثلما قلت لي ذات يوم حرب الضرورة، ولن نتوقف عند رؤية ضيقة لهذا الحليف أو ذاك، فلكل دولة لها وزناً نوعياً كما المعادن تماماً..

بل سنجعل من ردنا في سورية، بداية كبح جماح الروس من الفضاءات الجغرافية الرحبة، لنخلق واقعاً جيوسياسياً جديداً، نحن وحلفاؤنا ولن نتردد بعد الآن، في توجيه الصفعة القوية لمن يتخيل أنه قد يقوى على إلحاق الهزيمة بنا..

سألتها بلا اهتمام، وبعيداً عن أي إلحاح، أفهم أن النظام السوري الحالي قد وضع على صفيح ساخن.. مباشرة أخذت الكلام، لا يا صديقي سأقول لك أننا أخذنا القرار، بالقول لبشار “باي، باي”، وأن الترتيبات جاهزة وجاري عليها العمل، لإعادة جسور الثقة مع الشعوب العربية من البوابة السورية.. رغم غضب الكثير من الأنظمة، حتى التي ستشترك معنا على الأرض السورية لإعادة الأمور إلى نصابها..

أفهم من هذا يمكننا أن نقول:” وداعاً بشار”؟

ردت، يمكنك أن تقول للجميع في سورية، وداعاً لكل من دعم ويدعم بشار في سورية، ووداعاً للروس والإيرانيين وكل القتلة المتواجدين في سورية.