أدب

وحداني أنت

بقلم: عبد الكريم محمد

على جنبات ذاك اليم غريباً، تفترش بقايا أنفاس البحيرة.. التي لفظتها طحالباً ذات يوم، فغدت وثراً أخضراً.. ليصبح كما نحن يا صاحبي يباساً.. يلفظ أنفاسه الأخيرة، أملاً بلقاء الروح مع الجسد الهش.. وأنا الذي ما يزال بالانتظار عند أول النهار.

وحداني أنت كالغربة بلا اسم أو وسم أو عنوان، تناجي اللحظات.. وحداني أنت، تعيش وقتك المكلوم عند المساء المبلل رهاماً.. ليساورني عندها ألم الحنين إليك.. وخوفي من وحشة ذاك المكان عليك.

قصاصات مبعثرة من ذكريات، كانت محض الصدفة قد خبأتها الذاكرة.. على هيئة بقايا من راحلين ووريقات وصور.. أحرف لأحاديث وأهازيج وأغنيات، مفعمة بالأمنيات.. 

وحداني يغزوك السهر بالعراء.. تعد النجوم حتى لكأنك واحدة منها.. لحظتها وقبل الفجر يغزوك النعاس كما المحارب.. ليصنع منك أنفاساً دافئة على هيئة ناسك.. أتعبه المسير وخانته قدماه.