بقلم: عبد الكريم محمد
ما أثقل نهايات الفصول.. لكأن وقعها على النفس صمتاً، كمن يجبُ بين ثناياه صدىً.. لتمزق وشائج الروح وتميت الأحلام.. وتمحو الذكريات.. أو تُشيّعها إلى ما كان بالأمس يسمى بزوايا النسيان.
ما أصعب النهايات وأنت تبحث عن بقايا الغلة، التي غفل عنها أهلها على روؤس الأغصان تعباً، أو تركوها كبقايا أثار، باسم الزكاة للطيورالمارقة من هناك وعابري السبيل..
ما أصعب اللحظات.. عندما تتحول غراباً صامتاً، لا يقوى على النعيق، يبحث عن بقايا ما تركته نساء القرية تعباً.. وملّه رجالها وهناً عند الغياب..
أياً تكن الغلال، أترك بقاياها للبغاث يا صديقي.. وعد كما كنت صقراً، لا تملأ عيناك زرقة السماء، بل ولا تخيفك العتمة بغياب القمر.. وتذكر يا صاح، أن النمر الجائع لا يصطاد فأراً، ليقيم عليه وليمة لجراء النمور.. فالفئران خلقت من خشاش الأرض، لتبقى وليمة لأمثالها من خشاش.
ودّع من تشاء، أومن تراه يستحق منك الوداع، ودر ظهرك لمن تشاء.. واغمض عينيك عمن تشاء.. فالمشيئة يا صديقي لك وحدك..
ولا تنس، أن العمر مجرد رقم لا أكثر..