آراء

هل ينجح العرب في إنجاز ما يحلم به القلة؟

بقلم: عبير شهابي

بعيداً عن المواقف الدهرية وإطلاق أحكام القيمة، العرب ليسوا شعباً واحداً كما يدعون، والقيم التي يحملونها ليست واحدة ولا حتى المرتكزات الإيمانية والأخلاقية واحدة.. هذا الاستنتاج مبني عن تاريخ طويل من الصراعات الدامية التي وقعت في بلاد العرب دون غيرها.. والتي ليس لها ما يبررها سوى البحث عن الغلبة وسرقة واستعباد وامتهان الآخر.

ناهيك عن اختلاف الأهداف والحالة الانتقامية القائمة على الكره فيما بين مكونات تلك المجاميع من دون استثناء، فهم لم ينجحوا يوماً مشروعاً عربيا، ودائما ما ينطلقون من إسقاط ووأد أي مشروع نهضوي واعد أياً يكن.. حتى الإيمان بالمقدسات يختلفون فيما بينهم على الطريقة..

ولو لم يكن الذكر قد حفظه الله كونه جاء للعالمين لوجدنا الديانة الإسلامية ديانة ضامرة، بين مجموعة من الفلاسفة اللاهوتيين وبعض المثقفين وكتاب التاريخ ليس إلا.

المهم العرب هم عرب عاربة وعرب مستعربة، اجتمعوا من كل الخرق والرقع البالية، أي من كل الأمم والشعوب البائدة مع شذاذ الآفاق، بما في ذلك إرم وعاد وثمود والأنباط والهكسوس وغيرهم من الشعوب المقززة للنفس بتخلفها وجلافتها وفقدانها لمعنى الإنسانية.. ليشكلوا هذا القطيع المقزز للنفس من بقايا البشر.

والأهم أن هذه الأقوام أو الشعوب المسماة عرباً زوراً وبهتاناً، لن ينجحوا بشيء إلى بديمومة إذعانهم للآخر، وممارسة الدسيسة والخديعة والارتباط بالقوي جبناً وخيانة، بذات الوقت، لقتل الضعيف ونهب مقدراته بل ولقمة عيشه..

والمصيبة الأكبر أن الدين والعقائد والأيدولوجيات لم تغير بهم شيئاً، بل استخدمت لتكون مظلات للسرقة والقتل والنهب والاغتصاب وممارسة كل أنواع الموبقات، التي يندى لها الجبين.