تمكن ثلاثة مصابين بشلل نصفي من المشي والسباحة وركوب الدراجة للمرة الأولى منذ سنوات، بعد أن تم تزويدهم بزرعة ثورية للنخاع الشوكي، أعادت إليهم الأمل بحياة جديدة وأنهت مرحلة مؤلمة من حياتهم.
أحد المرضى، يُعتبر أول شخص في العالم قادر على المشي بحرية على الرغم من تعرضه لجرح كامل في الحبل الشوكي، بينما تمكن مريض آخر يعاني من الشلل من أن يصبح أبا ويتابع حياته بمساعدة هذه التكنولوجيا.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “Nature Medicine” العلمية، يتم التحكم في “حقنة الحبل الشوكي” بواسطة برنامج للذكاء الاصطناعي (AI) الذي يعيد تنشيط الخلايا العصبية عبر جهاز تنظيم ضربات القلب ليتم إرسالها وتوزيعها عبر بطن الشخص من جديد.
وكان الإيطالي، ميشيل روكاتي، أحد الأشخاص الذين عادت لهم الحياة بعد أن تسبب حادث دراجة نارية بجلوسه لأربع سنوات على كرسي متحرك، كان عموده الفقري متأثرا بشكل كبير ولا يشعر بأي شيء في على الإطلاق، لكنه عند اختبار الحقنة قال: “كانت الخطوات القليلة الأولى مذهلة – إنه حلم تحقق”.
تكنولوجيا معقدة لا تزال قيد التطوير
وأكد الباحثون أن هذه الحقنة أو الجهاز هي ليست بمثابة علاج للعمود الفقري، مبينين أن هذه التكنولوجيا لا تزال معقدة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها في الحياة اليومية، لكن الخبراء اعتبروا الوصول إلى هذه المرحلة “مذهل تماما”.
وبمجرد زرع الخيوط في جسم المريض وإدخال منظم ضربات القلب في معدته، يتم تنشيط الجهاز عن طريق جهازي تحكم عن بعد صغيرين، يوضعا على مشاية المريض وتتصل لاسلكيًا بجهاز لوحي، والذي بدوره يرسل إشارات إلى جهاز تنظيم ضربات القلب في بطنه.
عندما يضغط المريض على الزر الموجود على الجانب الأيمن من جهاز المشي، ترتفع قدمه اليسرى عن الأرض وتسقط بضع بوصات إلى الأمام، وبالعكس مع الزر الموجود على الجانب الأيسر، مما يتيح للمريض إمكانية المشي.
“جميع المرضى الثلاثة قادرين على الوقوف والمشي والدوس والسباحة والتحكم في حركات جذعهم في يوم واحد فقط بعد تفعيل زرعاتهم. إنه شيء مذهل”.
ويستخدم هذا الجهاز المعقد خوارزميات الكمبيوتر للمساعدة في استعادة الأنشطة الحركية وتنشيط الحبل الشوكي كما يفعل الدماغ بشكل طبيعي، بحسب “ديلي ميل” البريطانية.
قال الباحثون إن الجهاز الثوري يمكّن مستخدمي الكراسي المتحركة من الوقوف والمشي وحتى أداء الأنشطة الترفيهية مثل السباحة وركوب الدراجات والتجديف. المصدر: وكالات