ثقافة قضايا اجتماعية

هل عرى علي فرزات الإئتلاف و تصرفاته؟

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
للفنانين والشعراء نفسياتهم وأمزجتهم وطبائعهم الخاصة بهم حيث تحمل ميولهم الذاتية، بعيداً عن المزاج العام، لذا غالباً ما يكون إنتاجهم الفني او الشعري، يغرد خارج المزاج العام و رغبة الآخرين.. ومن هنا يكون تميزهم، فلو داروا في حلقة المألوف لما أبدعوا و لكان إنتاجهم مستهلك مكرر لا داعي له، او لكان إنتاجهم يدور في حلقة الواقع و تكريسه، و أغلب عظام الفنانيين عاشوا حياة الفقر و البؤس، بينما اشتهرت أعمالهم بعد وفاتهم لتباع لوحاتهم بعشرات أو مئات ملايين الدولارات .

فلا يمكنك اطلاق أحكام القيمة على أمزجيتهم أو ضبطها، أو حتى معرفة ردود أفعالهم.. والأهم بالنسبة لهم توصيل فكرتهم أو طرحهم أو نقدهم للموضوع المطروح من قبلهم، لذا أستطيع القول بأن أصعب و أسهل معاملة مزدوجة بنفس الوقت، هي التعامل معهم إذا ما عرفت مفتاح التعامل الشخصي لذلك.

و من خلال تجربتي الشخصية معهم ومعرفتي بمعاناة الشعراء والأدباء والكتاب في بيع و ترويج إنتاجهم من الدواوين و الروايات و المجموعات القصصة والكتب ، أصدرت أمرا إداريا لجميع المراكز الثقافية في محافظة درعا بتشجيع الشعراء والأدباء والكتاب عن طريق شراء إنتاجهم وبكمية تغطي قيمتها ما لا يقل عن ٥٠% من تكاليف الكتاب و ذيلت الأمر الإداري بعبارة : ( تحت طائلة المسؤولية ).

طلبت تعميم الكتاب و إرسال نسخة منه لفرع اتحاد الكتاب العرب في درعا.

بدلا من شكري لتشجيعهم تم لومي من قبل بعضهم، لكون الكتاب يحمل عبارة : تحت طائلة المسؤولية الموجهة لرؤساء المراكز الثقافية لحثهم على شراء كتب الكتاب في دائرة مراكزهم وللتنسيق مع رؤساء المراكز الأخرى في المحافظة لتنفيذ مضمون الكتاب.

نعم لا نستطيع الحكم على فنان أو كاتب بما نراه نحن، ولو خالف نظرتنا او رؤيتنا فله نظرته ورؤيته الخاصة، التي يترجمها في أعماله ليوصل لنا رسالة ما.

و بعيدا عن الجندرة والذكورة و النسوية والشخصنة أو تحريف ما طرح بكل عريه، فقد طرح الفنان علي فرزات رؤيته فيما نشره، من لوحة كريكاتورية، قناعة عامة لدى غالبية الحاضنة الثورية السورية.. بأن الإئتلاف لقوى الثورة و المعارضة أصبح لا يحظى بثقة الحاضنة الثورية السورية.. وهو بدون فاعلية و يجب الخلاص من كل الشخصيات المعارضة فيه، لعدم خدمتهم للثورة.

بل أصبحوا عقبة من العقبات التي تحول امام انتصار الثورة، نتيجة لكل ما قاموا به من سياسات خاطئة أودت بالثورة في مسارات و منعرجات و مطبات، أجهدتها و أضعفتها و استنزفت بعض قواها.. دون طائل.

وما مسارات إستانة و سوتشي و اللجنة الدستورية وخفض التصعيد و قضم الاراضي المحررة والتشتت و الضياع، إلا نتاج يتحمل هؤلاء الأعضاء النصيب الأكبر من تبعاته السيئة.. وما الصورة التي نشرت إلا تعبيرا عن تعريتهم جميعاً، دون استثناء.. و كشف لحقيقتهم دون اي ستار أو غطاء، يحجب عوراتهم المفضوحة.

مع تحفظي على تخصيص أحدهم بالشجب و الإدانة فجميعهم شركاء بالتضامن في جرم ارتكبوه بحقنا جميعا كحاضنة للثورة و بحق الثورة .