آراء

هل سيعود فيليب حبيب من قبره مجدداً إلى سورية؟


بقلم: عبد الكريم محمد

كثيراً من التوقعات تشير أن الحرب أصبحت واقعاً بين حزب الله وإسرائيل، وأن لبنان سيكون مسرحاً مفتوحاً لهذه الجولة من الصراع.. حقيقة اليوم بدأت تدرك إسرائيل، أنها أخطأت بحمايتها لنظام الأسد..
 
بل أنها ارتكبت حماقة لا تغتفر، عندما ساهمت بغطاء عربي ودولي، لوضع الملف السوري بيد روسيا، وبعسكر إيران وميليشاتها، سعيا لإشغالهم بصراع مديد، غير معروف توقيته.

هذا السلوك التآمري الإسرائيلي، قلب السحر على الساحر، لتعود إيران ومن معها بسورية، لمواجهة إسرائيل توطئة لاستكمال مشروعها النووي وفرض مشروعها الإقليمي، الذي سيضر بكل المشاريع الإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك التمدد الإسرائيلي للخليج العربي، لتصبح إسرائيل بعد ذلك، وجهاً لوجه مع الحالم الإيراني..

لكن بعيداً عن التوصيف والمقدمات الطويلة، فقد بدأت إسرائيل بالتفكير الجاد، باستجلاب تجربتها في لبنان عام 1982، التي استغلت المزاج اللبناني بعدم قبوله للوجود المسلح الفلسطيني، بالتساوق مع مشروع الأمير فهد آنذاك، المتآخي مع مشروع فيليب حبيب، في إنهاء ملف الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان..

بحيث كانت النتائج مبهرة، حيث قدمت إسرائيل لمستوطنيها مثلاً، بسبب اغتنامها لكل الفرص المتاحة، بما في ذلك الموقف العربي الموحد، القائل بضرورة إنهاء الوجود والكفاح المسلح الفلسطيني.

وأن خيار إسرائيل أصبح واقعاً لا يمكنها التخلي عنه ويتمثل، في فتح المعركة المنوي القيام بها في سورية وليس بلبنان، التي ستتجاوز دمشق وريفها، حيث يمكنها أن تطال الوجودي الإيراني في العراق، وما بعد العراق..

ولعل الخيار باتت معروفة أسبابه، أهمها:

أولاً- ضعف البنى العسكرية القائمة في سورية، لكل القوى المتحاربة، بما في ذلك إيران ومشتقاتها الطائفية.. ومن ثمة ستكون الغلبة للقوة الإسرائيلة على كافة الصعد

ثانياً: الموقف الشعبي العام المعادي للنظام السوري ولكل حلفائه في سورية، باعتبارهم احتلالاً، ارتكب بالشراكة مع النظام السوري، جرائم يندى لها الجبين بحق الشعب السوري المطالب بالحرية والعدالة والكرامة.. فهو سيرى في هذه الحرب، أنها حرب الظالم مع الظالم وحسب.. ولن يكون له موقفاً معادياً، لأنها ستكون حرب خلاصهم من المليشيات الطائفية والنظام الطائفي المجرم.

ثالثاً: قبول الطرف الروسي ومساعدته اللوجستية لاتمام هذه المعركة بنجاح، لأن روسيا بدأت تخاف من نتائج الصراع الدائر في سورية، بعد تشكل حركة وطنية سورية، باتت تعتبر الوجود الروسي احتلالاً لسورية، وحان الوقت لكنسه من الوطن السوري.. وأن دوخول إسرائيل على خط المعركة، سيقلل من ما قد تتكبده روسيا من خسائر باعتبارها حليفاً إستراتيجياً لإسرائيل.

رابعاً: محاولة إخراج حزب الله من مخابئه بجره إلى سورية، باعتبارها مساحة واسعة ونموذجية، لرصد ومتابعة حزب الله؛ خاصة وأن إسرائيل تمتلك التكنولوجيا المتطورة القادرة على الرصد والتتبع.

يبقى هذا الكلام اجتهاداً، وقد تبدأ المعركة، التي لا مهرب منها، في أية بقعتة تجدها إسرائيل وحلفائها، بأتها الساحة النموذجية في كفئ إيران وحلفائها وكسر إرادتهم، ما أمكنها ذلك.

الأيام القادمة هي وحدها من يمكنه الإجابة، على كل الأسئلة والتكهنات والتوقعات، التي تطالعها بها وسائل الإعلام وما تحمله من اصريحات نارية لكل القوى المتنافسة على الدور، باستثناء العرب الذين لا حول لهم ولا قوة إلا قوة الدعاء والانتظار.