دولي عربي قضايا اجتماعية

هل سيصبح الملف السوري أولوية عند صانع القرار الأمريكي؟


بقلم: إياد مصطفى
لم تأت مطالبة 60 شخصية أمريكاً عبثاً، أو عفو الخاطر كما يقال، بل هذه الشخصيات تمثل لوبيات ضاغطة عند صانع السياسة الأمريكي، وتمثل الديانات السماوية الثلاثة المسلمين والمسيحيين واليهود.. وأن مطالبتها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وضع حد للحرب في  سورية وتبني سياسة حازمة ودبلوماسية، من وجهة نظرهم بات يعتبر مطلباً نخبوياً أمريكياً، ناهيك بأنه حاجة قبل أي شيء لهولاء الموقعين.

ولعل ما حملته الرسالة لجهة حث الرئيس الأمريكي بضرورة وضع  نهاية للحرب التي تجاوزت عقداً من الزمن، وجعلها في سلم أولويات وجدول أعمال سياسته الخارجية، تؤشر على البحث إيجاد مخارج، للسياسة الأمريكية المتعثرة بسبب انسحابها من مسؤولياتها المناطة بها كدولة قائدة لهذا العالم.

لكن حقيقة السياسة الأمريكية، تقف على النقيض من مطالبات هؤلاء، فالقضية لا تتعلق برفع وتيرة الدعم الأمريكي للشعب السوري، ولا برفع المستوى الديبلوماسي، بقد ما تعتبر مناخاً مفضلاً ونموذجياً للاستراتيجيات الأمريكية المعهودة، التي تحتاح لمساحات جغرافية مفتوحة على اليابسة، تدير من خلالها الصراعات التي من شأنها، أن تحمل مفاجأت غير محمودة النتائج.. وهذا ما تسعى الولايات المتحدة لأجله.

المهم بالأمر، أن الملف السوري مفتوح على غاربيه، وهو بهذه الطريقة وهذا الشكل المسقف لجهة تأثيره إقليمياً ودولياً، يلبي كل رغبات الإقليم  والعالم من دون استثناء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

والحل بسورية يفرض عبر مكنزمات داخلية سورية، وليس عبر قوى محلية عميلة للخارج، ونظام يفتقد إلى أي مشروع وطني سوري، بل شرع الاحتلالات جميعها على الأرض السورية، انطلاقاً من هدف واحد، يتمثل في ضمان استمراريتة بقاءه ما أمكنه ذلك.

فالرهان على الخارج، مجرد اضغاث أحلام لا أكثر، وأن المطلوب سورياً حركة وطنية واسعة، تسعى لاقتلاع النظام، وتشكيل حكومة انتقالية، تؤسس لبناء سورية الحديثة، دون ذلك ستبقى سورية أرضاً مواتاً لأهلها، وبقرة حلوباً معروضة للنهب، حسب التوافقات بين كل المحتلين بلا استثناء.