بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
حيث تطايرت الأخبار عن بدأ حملة روسية لتجنيد مقاتلين سوريين من الفيلقين الرابع و الخامس و ممن أجروا تسويات مع النظام السوري الطائفي القاتل المجرم .
حيث يتم حشدهم و تدريبهم و تهيئتهم و تجهيزهم لحوض الحرب ضد أوكرانيا في مطار التيفور في بادية حمص و مطار خلخلة في السويداء و مطار دير الزور العسكري و غيرها من الأماكن .
ففي درعا تكفلت اللجنة المركزية استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب و حثهم على التجنيد .
اما في السويداء التي تشهد تركيزا روسيا عليها و عينها عليها كما حدث أثناء الخوض في ميدان الحرب الليبية حيث ذهب الكثير من شبابها للمشاركة فيها و الانخراط في صفوف الميليشيا الروسية ميليشيا فاغنر ، فقد شهدت المحافظة اليوم ٢٠٢١/١/٢٩ م اجتماعا مع وفد روسي هدفه استقطاب الشباب و تجنيدهم لغرض إرسالهم كمرتزقة في الحرب الروسية – الأوكرانية .
و أيضا شهدت دير الزور حملة تجنيد محمومة لنفس الغرض .
و يعتمد الروس في حملات الحشد على الإغراء المادي حيث يمنح المجند على راتب شهري بقيمة ٢٠٠٠دولار أمريكي و على تشجيع و إقناع و حشد جوقة طفت على سطح الحياة الإجتماعية من أعضاء مجلس الشعب و الوجهاء و المتنفذين و المخاتير و ما يسمى شيوخ العشائر .
فعلى سبيل المثال يلعب هذا الدور في دير الزور المدعو بالشيخ مرعي الجاسم من عشيرة العكيدات و جوقة مرتبطة به ، و هذا شيخ تشبيحي يترأس ما يسمى لجان الدفاع الوطني في الميادين ، و يعمل حاليا وفقا للتوجه الروسي على استقطاب الشباب في محافظة للتجنيد الميليشياوي كمرتزقة للذهاب إلى روسيا للمشاركة في حربها التي لم تعلن بعد على أوكرانيا و يعد لها ، و هذا يوجد غيره الكثر في المدن و البلدات السورية ممن على شاكلته .
و هكذا نجد بأن الروس يستغلون نفوذهم الكبير و سيطرتهم في سورية من أجل استغلال شبابها وتجنيدهم كمرتزقة، يسعون لتحقيق مصالحها في حروبها مع الآخرين مرة بالإغراء المادي ٢٠٠٠ دولار في ظل الوضع المعيشي القاهر للسوريين الذين يعانون الأمرين كما يقال في حياتهم المعيشية فراتب العميد في الجيش لا يتعدى ٤٠ دولارا على سبيل المثال مع منحهم امتيازات الحماية و التسهيلات و التماس مع القوى الفعلية الفاعلة على الأرض مع غيرها من قوى الهيمنة و المسيطرة على سورية في ظل تهاوي و تهالك و تداعي نظامه الطائفي القاتل المجرم.
و بالعودة للإجابة على السؤال المطروح في استهلال المنشور : هل سيحتل السوريون أوكرانيا؟ أم ماذا ؟ :
بالطبع لن يحتلوا أوكرانيا بل سيكونون وقودا لحرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل ، و إذا أردنا تشبيه من سيشترك فيها كمرتزق لن نجد للأسف الشديد أقرب من تشبيهه بكلب الصيد أو ما نسميه في حوران بالسلق أو الكلب السلوقي!!!
أما ما غاية روسية من تجنيد الشباب السوريين كمرتزقة في حروبها و هي ما عليه من قوة عسكرية كبيرة و أعداد بشرية هائلة حيث يبلغ تعداد سكانها ١٤٥.٥ مليون نسمة و لعلها هي الدولة الأولى في ميليشيا الإرتزاق ؟
نعم لروسيا عدة أهداف غير هدفها باستخدام الشباب السوريين كجزء من وقود حربها ، فهي تهدف إلى محاولة إضعاف و وهون المجتمع السوري من قوة لا بأس فيها قد تكون قوتها موجهة ضد النظام الطائفي القاتل المجرم و تهديده لاحقا و زيادة نفوذها و قاعدتها المؤيدة لها في سورية.
والأهم الخلاص من الخزان البشري الثوري السوري، حيث بأن أغلب الشريحة المستهدفة في حملات تجنيد المرتزقة هم من قاموا بالتسويات و المصالحة ممن كانت بنادقهم موجهة حتى عهد قريب ضد النظام الطائفي و داعميه بمن فيهم الروس أنفسهم، و البدء بعملية روداج سياسية طويلة النفس لعودة هؤلاء للتطبيع و التعايش مع النظام الطائفي القاتل المجرم الذي ثاروا عليه و للعيش مجددا حياة الخضوع و الخنوع في ظله .