آراء

هل ستسقط الأحلام الإمبريالية عما قريب؟

 بقلم: عبد الكريم محمد

ما كان يسمى بالأمس القريب أحلاماً بعيدة المنال، او مجرد أضغاث أحلام لا أكثر.. بدأت تتحقق واقعاً على الأرض.. قبل ذلك لا بد من تبيان الحقيقة بما يتعلق بالأحلام الإمبريالية، هذه الأحلام ليست وقفة أو ماركة مسجلة على دولة عدوانية توسعية دودن الأخرى..

وأن كلمة إمبريالية أو مصطلح الإمبريالية، يطال كل الدول التي تسعى لتوسيع هيمنتها على حساب الدول الضعيفية، عبر استخدام فائض قوتها ضدها بحثاً عن السيطرة والهيمنة، للوصول إلى إعلان صرح إمبراطورية، من شأنه أن يتحكم بمصائر الشعوب والأمم.. ليتحول إلى ظاهرة كولنيالية إذا ما سمحت له الظروف في غفلة من الزمن..

فالروس والأمريكان والصين وبريطانيا وفرنسا، وكل الدول الباحثة عن العودة للسيطرة على مقدرات الشعوب هي إمبريالية، حتى الدول الباحثة عن أدوار إقليمية لا تقل خطورة في سلوكها الإمبريالي عن ما تم اصطلاحه أو التوافق عليه اصطلاحاً بتسمية الدول العظمى.

عود على بدء للسؤال الأساس والأهم، هل ستسقط الأحلام الإمبريالية عما قريب؟

الحقيقة بعيداً عن التفاؤل والتشاؤل والتشاؤم، فقد أصبحت تكاليف النظام الإمبريالي باهظة الثمن، أي أن التكلفة أكبر بما لا يقاس من المردود، خاصة بعد أن أصبح العالم قرية كونية واحدة، وبعد أن أصبحت صناعة التكنولوجيا متوفرة لدى كل شعوب الأرض، التي أسست لها مقولة مناقلة أو الاتجار بوسائل الانتاج، كما المنتج ذاته..

المهم بالقول، لم يعد ثمة مكاناً لاستعمار الشعوب وعودة الأقنان والعبودية والغنيمة، وأن القادم سيحدد شكل العلاقات الدولية، التي بالضرورة ستقف عند حدود تلاقح المصالح..

 دون ذلك ستدفع الدول التي تعيش عمى البحث الإمبراطوري المحموم، الكثير من الانتكاسات والانكسارات والخسائر الباهظة الثمن.. الأمر الذي قد ينال من وحدة الأقاليم والجمهوريات والولايات التي تتشكل منها هذه الدول.