بقلم: عبد الكريم محمد
فعلاً إنها المعارك الوهمية، التي لا يمكنها أن تنتهي، لتبقى تمرّر على الشعوب المغفلة، التي تشدها الخطابات الرنانة الكاذبة هي الأخرى.. إنها لعبة الأمم بطعم المؤامرة، المغلفة بالعنصرية والعرقية والدينية والطائفية والطبقية، بل والمظللة بشعارات البحث عن المنافع والمصالح..
هكذا كان الأمر بالأمس القريب، عندما اقتسم العالم قتلة ومجرمون، ليس لهم سوى ممارسة الدسيسة وصناعة المؤامرات.. واليوم ندخل نوعاً آخراً من هكذا سلوكيات جهنمية منحطة، ليس لها ما يحققها واقعاً، سوى عصابات منظمة تسمى زوراً وبهتاناً بوزارات الدفاع، تحمي العروش، لتحول البلدان العامرة إلى خرائب، ليأت مغفل ساقط لقيط، يكتب على ركام الخرائط “من هنا مر المحاربون”..
والأدهي أن هؤلاء شذاذ الآفاق والمرقة، هم من يوزعون الشهادات على البشرية، هذا طيب وذاك حمل والآخر مجرم وما بعده إرهابي، ليطل بعد ذلك الأجراء الصغار، علينا بأجندات تنفيذ الأوامر، كما الذئاب الجائعة عندما تستفرد بفطعان الماشية، لا يكفيها أن تملأ بطونها الخاوية من لحوم الحملان، بل تذبح كل ما تطاله أنيابها، لأنها تتلذذ برؤية الدماء أنهاراً.. وجموع القطعان قد أصبحت أكواماً من جيف.
هذه المرة لن تمر ألاعيب العجزة، وإن توفرت لهم المكملات الغذائية وحبوب الفياغرا، خاصة وأنهم في أرذل العمر وما يزيد.. هذه المرة، ستتحول الشعوب أو ما يروه هم قطعاً آدمية، ستعلمهم الدرس جيداً، وتأخذهم إلى حيث لا يشتهون، ولا يفكرون حتى..
فاللعبة بين بوتن وبايدن بدأت بفعل المؤامرة، لكنها لن تنتهي كما رُسم لها من قبل جوقة الخدم والزناة وشذاذ الآفاق.. لقد أصبح كل شيء مكشوفاً، ولا يحتاج إلى مكاتب صحفية في كلا الدارين، بل أن عدسات المصورين لم تعد مهمة بعد الآن..
كل ما اتفق عليه العجوزان الهرمان ذهب مع الريح، خاصة وأن كلاب القبائل التي تبرعت بحماية قطعانها، قد تحولت إلى ضواري، وبدأت بجز روس الذئاب بعد أن خلعت أنيابها..
لن ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل سيصبح الحطاب سيد الموقف هذه المرة، ليجعل من الكمون انفجاراً، بعد أن أخرجت النار كل ما في القدر المنصوب على الأثافي الثلاث، ليقذف ما في داخله حمماً، ليطال هؤلاء العفن في بيوتهم..