آراء

هل باتت الحرب التركية – الإيرانية واقعة لا محالة؟!

بقلم: عبد الكريم محمد

اليوم سيعيد التاريخ نفسه على شكل مهزلة، ليصب في مصلحة الآخر المتربص حتى يجعل من الجميع حطباً لموقده، كمل جرت العادة من قبل.. ولعلي لا أغالي بالقول إن قلت أني أتذكر في هذه اللحظات الحرب بين نصر بن سيار وبين ابن الكرماني – وهو: جديع بن علي الكرماني – فقتل بينهما من الفريقين خلق كثير، وجعل أبو مسلم يكاتب كلا من الطائفتين ويستميلهم إليه، يكتب إلى نصر وإلى ابن الكرماني: إن الإمام قد أوصاني بكم خيرا ولست أعدو رأيه فيكم.

وكتب إلى الكور يدعو إلى بني العباس فاستجاب له خلق كثير وجمع غفير، وأقبل أبو مسلم فنزل بين خندق نصر وخندق ابن الكرماني، فهابه الفريقان جميعا، وكتب نصر بن سيار إلى مروان يعلمه بأمر أبي مسلم وكثرة من معه، وأنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد، وكتب في جملة كتابه:

أرى خلل الرماد وميض نار * فيوشك أن يكون لها ضرام

فإن النار بالعيدان تذكى * وإن الحرب أولها كلام

فإن لم يطفها عقلاء قوم * يكون وقودها جثث وهام

أقول من التعجب ليت شعري * أيقاظ أمية أمْ نيام

فإن كانوا لحينهم نياما * فقل قوموا فقد حان القيام

المهم كل الأنظار تتجه، لاشعال المعركة الكبرى بين الإيرانيين والأتراك، وأن البداية ستكون أرض الشام والرافدين.. هذه المعركة إذا ما بدأت لن تبقي ولن تذر، وستقضي على ملايين البشر، وستكون النتيجة الحتمية غياب الهويات الوطنية والقومية والدينية في المنطقة.. ولن تقوم لها قائمة..

بعضهم يميل في حديثة للمشهد الطائفي المحض والتسميات السنية والشيعية، بينما البعض  الآخر يميل للمفاهيم والشعارات القومية، باعتبارها القادرة في الحفاظ على الهوية.. لكن لا هذا ولا ذاك، يمكنه أن يحقق عبر شعاره ما يسمى بالنصر المؤزر، أياً تكن الشعارات.. خاصة وأن الأعراق والقوميات منقسمة فيما بينها على مذبح الطوائف والحقد الدفين..

وأن المعركة إذا ما بدأت ستأخذ الجميع بكل شعاراتهم وطوائفهم إلى الجحيم، ولن تتوقف عند شعار عرقي أو طائفي أو قومي، بل ستقضى أوار نارها على الأخضر قبل اليابس، وستبقي بعض من عينات، لكتاب التاريخ ورسوم للجغرافيا التي لن تعود جفرافيا الأمس كما كانت..