سياسة

هل باتت الاصطفافات والمحاور حاجة في الشرق الأوسط؟!!

بقلم: إياد مصطفى

بعيداً عن المواقف الجامدة، والانتماءات المذهبية والطائفية وحتى الأثنية، فقد أصبحت الاصطفافات حاجة ماسة للكثير من دول منطقة الشرق الأوسط.. بعد أن شكل الخطاب الطائفي المظلة الأيديولوجية والسياسية لبعض الدول في المنطقة، خاصة إيران..

حيث بدأت العديد من الدول العربية والإسلامية السنية، ترى ضالتها بضرورة بناء تشيكل آخر، يقوم على ذات المنطلقات لمواجهة التشكيل الإيراني، الذي يقوم على أكتاف الشيعة قسراً ومن يدور في فلكهم في عموم المنطقة.

هذا التشكيل لا بد وأن يستحوذ على رضى شعوب المنطقة، التي بدأت ترى أن الحرب أخذت منحىً طائفياً مكشوفاً، في كل المناطق التي تعيش حالة من الصراعات التناحرية..

وأن ثمة حرباً ضروساً ستعيش رحاها المنطقة من دون استثناء، بعد أن أصبحت الشعارات الطائفية المقززة، هي المظلة الأيديولوجية التي تظلل الأهداف التوسعية عند بعض الدول وفي مقدمتها إيران..

فقد وضعت هذه السياسة الجهنمية، غير المرحب بها في العالم الإسلامي، السعودية ومصر ومعها دول الخيليج والغالبية السنية في بلاد الشام وشمال أفريقيا أمام خيار واحد، وهو الصراع من أجل البقاء، وليس فقط من أجل كفئ الغزوة الطائفية المقيتة والمتخلفة في القرن الواحد والعشرين.

المهم بالأمر، أن الكثير من الدول التي غردت خارج السرب، انطلاقاً من الاتهامات العبثية للشعوب، التي ثارت من أجل حريتها وحقها في الحياة الكريمة، اليوم وبعد أن تكشفت المشاريع التوسعية بدعم روسي فاضح وأمريكي غربي مستتر، بدأت تحصد أخطائها الاستراتيجية القاتلة..

وأن الأيام القادمة ستحمل ما لايحمد عقباه، سواء لمن يتذرعون بالطوائف، أو يلوذون بالتحالفات الوهمية الكاذبة، لأنهم سيجعلون من شعوبهم حطباً للحرائق القادمة..

لكن يبقى السؤال لمن يصدقون بأن الجنة لفئة دون أخرى أو طائفة دون غيرها، إلى متى ستبقون رعاعاً تقولون الله ما لم يقله؟ وهل ستبقون عدة لنصب التيجان والطرابيش والعمائم بكل ألوانها؟ً

 لن يدخل قاتل أو ظالم الجنة على الإطلاق، وكل من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعاً..