بقلم: عبد الكريم محمد
عندما تطل الساعات عليك قفراً.. والأيام والفصول بخواتيمها عجافاً.. لك أن تتذكر أن كل ما في هذا الكون سيصبح يباباً يا صديقي.. بل عليك أن تتذكر أن العدم كان يوماً ورحل، بعد ذلك لا يمكنك أن تخلق من العدم، لتنتهي إلى المجهول الموغل بالعتمة حتى اللانهاية.
هدئ من روعك قليلاً، وتنفس الصعداء ما حييت.. فكل شيء يبدأ بلحظة وينتهي بلحظة.. ويبعث من جديد يا صديقي بلحظة.. كل شيء يا صديقي له بداية وله نهاية.. إلا الروح ستسمو بك، حيث لا نعلم مستقرها، إلا ما قاله الأنبياء يوماً..
عش كما تريد، إذرع الأرض فارساً أو فرساً، لا يهم.. المهم أن تدرك، أن الأرواح الشريرة لا مكان لها، إلا ما قالته الكتب عن الجحيم.. عش بين الطهر والطيب، واجلس على أريكة الصدق، حتى تجد لك مكاناً من طهر، قد افتقدته يوماً في لحظة مارقة..
في لحظة غادرة فرت من بين أناملك المرتجفة وخوفك من المجهول المتربص، لترحل إلى من لا يستحقها.. علها تعود لك على هيئة ملاك، أو عاشقة للقرنفل وعطر الياسمين.. أو ناسك على هيئة الأنبياء والنورانيين، الذين بشروا بشيء لم يأت بعد.
لم يعد الأمر مهماً، ولم يعد الفارق مهماً، إن كنت ابن لحظة مارقة أو عابرة، أو لحظة من عشق ووئام، المهم أنك وجدت لتأخذ حظك مما حولك.. لا شيء ينتهي إلى اللاشيء، هكذا هي الحياة كانت يوماً.